عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذا التفكير المدمر!

تابعت بعضاً من البرامج الحوارية التي عرضتها فضائيات بشأن قضية رفع دعواها أحد المحامين يتهم فيها الفنان الكبير عادل إمام وبعضاً من كتابنا الكبار ومخرجينا البارزين في الأعمال التي كتبوها وأخرجوها للفنان الكبير، الذي أثق بأن رصيده الفني قد استقر في ضمائر الناس ونفوسهم حياً خلال مسيرته الفنية الطويلة، وعلى وجه الخصوص هذه الأعمال التي كانت موضع اتهام المحامي لعادل امام

والبارزين من الكتاب والمخرجين، وبقدر ما كانت وقفة الفنانين والكتاب ضد هذه الهجمة التي حملتها الدعوى، بقدر ما جعلتني متابعة هذه البرامج الحوارية أقتنع بأن الدعوى قد كشفت عن طريقة في التفكير يعتنقها البعض - ولهم الحرية في ذلك - لو شاعت في المجتمع مؤيدة بأحكام قضائية لأصبحت أقصر طريق لإظلام شديد يشمل هذا المجتمع كله!، وتجعل كل ابداع فني أسير تردد ورعشة تتملك المبدع خشية تهديد دائم له بأنه تحت سندان ومقصلة كل من عمل برصيد الأعمال الابداعية وتجميعها ليكون صاحب حق في توجيه اتهام لا تقل فداحته عن حد ازدراء الأديان! أو في أقله القليل يتهدد الاخلاق العامة ويهدم المجتمع!، وعلى المبدع إذا ما انصاع لهذه الطريقة في التفكير ألا يلتفت الى ما يجري في مجتمعه من انحرافات تتنوع وتتصاعد منتشرة في هذا المجتمع، مادامت مظاهر التدين سائدة ومتوفرة! ولا يحق للمبدع  ترتيبا على ذلك أن يكشف زيف بعض هذه المظاهر التي يتخذها البعض ستاراً لكي يخفي ويغطي على الانحرافات بحرصه الشديد على «مظاهر التدين»! والتي أصبحت

تقصد لذاتها بغض النظر عن الايمان الديني الذي يتجلى في المعاملات كون أن «الدين المعاملة»!
ولا يجوز لمبدع - طبقاً لطريقة التفكير هذه - أن ينتقد مظاهر التدين! ولا أقول أنه حرام على المبدع أن يتهدد أصحاب هذه المظاهر حتى لو كانت الادلة تنهض على أنها مظاهر لأصحابها دون تدين حق! ولما كانت بعض الأعمال التي قدمها عادل امام وصحبه - والأعمال التي اختيرت موضوعاً للدعوى القضائية قد كشفت الكثير من أوجه الفساد في المجتمع مقنعة بمظاهر التدين، فإنه قد وجب - طبقاً لطريقة التفكير التي يراد لها أن تسود - أن يقاضي صاحبها وصحبه حتى لا يعودوا لمثل هذه الاعمال التي تمثل في مجملها ازدراء للاديان! وليكن الحساب جريا على ذلك ليس بمناسبة حداثة هذه الأعمال، بل الحساب برجعية مريبة تقيم الاتهام بازدراء الاديان في مواجهة تاريخ طويل لعادل امام وصحبه! لعلهم يتقدمون بالاعتذار عن تاريخهم الفني ونبالة مقاصدهم فيه! فالمهم فقط أن يسود هذا التفكير المدمر!