عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كنت أتفهم ضيق وزير الداخلية السابق بالمفاجأة - غير السارة - التي حملها إليه الحكم الذي قضت به المحكمة الإدارية العليا بإجلاء الحرس الجامعي التابع للشرطة عن الجامعات المصرية ومنشآتها التي تتبع حرمها القانوني! فقد كان جلاء الحرس الجامعي يعني بالنسبة للوزير اقتطاع جزء من »عزبته« التي توسعت حتي شملت كل مرافق البلاد في إطار »الدولة البوليسية« مما اقتضي معه »عسكرة« كل مرافق وجهات مصر، وقد أتاح وجود الحرس في الجامعات وغير الجامعات »منافع شتي« كانت مقررة للأفراد والضباط مقتطعة تكاليفها من ميزانيات الجامعات أو صناديقها الخاصة، هذا غير مرتبات هؤلاء من وزارة الداخلية التي اتسعت وتمددت ميزانياتها وأعداد التابعين لها لتغطية الهيمنة علي كل مصر، فلم يكن من السهل علي الوزير إذن اقتطاع هذا الجزء من »عزبته«، وكان تبعاً لذلك - قبل حكم الإدارية العليا - أن يكون لجهاز مباحث أمن الدولة عناصره التي رابطت في الجامعات، شأنها في ذلك شأن تواجد عناصر الجهاز في كل مرفق، بحيث أصبحت السيطرة الكاملة نافذة ومؤثرة حتي علي شئون العملية التعليمية والنشاط العلمي ونشاط الطلاب وتعيينات أعضاء هيئات التدريس والمعيدين، وحتي انتخابات الاتحادات الطلابية، لذلك استبسل الوزير في تقديم مختلف الطعون علي الحكم كلما قضي بإخراج الحرس من الجامعات، لكن الذي كان يدعو إلي السخرية البالغة عندي أن يتضامن وزير التعليم العالي السابق مع وزير الداخلية في هذا الاستبسال في الطعن علي الأحكام التي شهدتها ست سنوات متتالية هي ما استهلكته معركة أساتذة الجامعات بزعامة »حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات« حتي يتم جلاء الحرس، فوزير التعليم العالي - وهذا هو المضحك - لم يكن عندي أي مبرر - حيث هو أستاذ جامعي - للتمسك بوجود الحرس! وكان الجدير به أن يسعي إلي هذا الجلاء، بما يحمله من عودة الجامعات وروحها

الأصيلة اللائقة بها منذ إنشائها قبل أن تبتلي بنكبة الحرس!

ولم يكن موقف وزير التعليم العالي السابق من القضية يثير سخريته وحده، بل كان موقف بعض رجالات الجامعة من أصحاب المناصب يقدمون تأييدهم لموقف الوزير ابتغاء مرضاته، بدعوي أن المنشآت الجامعية والمعامل ستكون بغير الحرس عرضة للسرقة، وكادوا يقولون إنه لا جامعة بدون الحرس! لئلا تخرج حيوانات الحديقة المواجهة لجامعة القاهرة فتأكل سكانها إذا ما خرج الحرس، فكان موقف هؤلاء داعياً لما هو أكثر من السخرية، خاصة أن هؤلاء سارعوا بعد ثورة 25 يناير يتبارون في الإعلان عن أنهم سيخرجون الحرس تنفيذاً لحكم المحكمة، بل وطرد جمعية »شباب المستقبل« التابعة لنجل الرئيس السابق بعد أن أقطع الجمعية هذا المقر رئيس جامعة القاهرة الأسبق، فماذا أقول في هؤلاء جميعاً؟.. غير تحية لا أتفضل بها علي رؤوس جماعة 9 مارس الدكاترة محمد أبوالغار وعبدالجليل مصطفي وعمر السباخي من جامعة الإسكندرية ومن أخذ القضية علي عاتقه من المحامين، ليست تحيتي علي واجب، أدته الصحافة المعارضة والمستقلة علي أكمل وجه في مناصرة مطلب الجامعيين، لكنها مناسبة فقط لهذه التحية، بعد فرجتي علي الجامعيين الذين تمسكوا ببقاء الحرس داخل جامعاتهم، وقد ضاعت عليهم فرحة المراوغة!