تريتوا في إصدار القوانين!
من تداعيات ثورة 25 يناير أنها جعلتنا نكتشف أننا نكاد أن نكون قبل الثورة نعيش بدون أي قانون ينظم الحياة في البلاد! مع أننا نعرف بأن في بلادنا واحدة من أضخم ترسانات القوانين التي تعرفها بلاد العالم، ولكن هذه الترسانة - للأسف الشديد - لا تعرف الإعمال
بها بل هي حبيسة الجريدة الرسمية ولا أقول الأدراج! وقد خلق هذا نوعاً من الاستسهال في إصدار قوانين جديدة أو تعديلات على مواد قانونية واردة في قوانين سارية بالفعل، ولكننا - فيما يبدو - لا نعبأ بالنظر في القائم بقدر ما نرى أن إصدار قوانين عاجلة وعلى وجه السرعة لمواجهة حالة طارئة نرى حلها لا يحتمل التأجيل، فنحن بعد الثورة وجدنا شكاوى صارخة في مختلف الجهات من تصور القانون القائم، وأن انتظام العمل وأداء هذه الجهات لواجبها يستلزم تعديل القانون أو إصدار قانون جديد! وقد اعتدنا في بلادنا أن الدولة إذا كان لها صالح مباشر يتطلب تشريعاً جديداً فإنها تبادر الى سرعة انجاز القانون المطلوب، ولكن الدولة لا تعرف مثل هذه الهمة وهذا النشاط في إصدار تشريعات جديدة أو تعديلات ضرورية للتشريع المعمول به إذا كان المطلوب يمس حياة الناس مساساً مباشراً وإن كان ليس له هدف من أهداف الدولة! وكأن الدولة بأجهزتها لا تعمل من أجل صالح عام، وإنما هي لها صالح خاص ترعاه!، ولابد أن يكون بالضرورة مقطوع الصلة بصالح المواطنين!
ولأن هناك من القوانين مانال موافقة المجلس التشريعي في عهود سابقة خلال جلسة واحدة، فإن بعض هذه القوانين كان من اليسير الطعن عليها بعدم الدستورية الذي سرعان ما يتأكد عوارها الدستوري من حيث مخالفتها للدستور!، وليس