رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر ترتد للبداوة الأولي!

تابعت الكثير من التصريحات الصادرة عن المرشحين للرئاسة الذين استبعدتهم اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أو المتحدثين باسمهم، والكثير من هذه التصريحات يفيد بتصاعد نبرات الاستفزاز والتهيؤ للصدام بتحريك الشارع وإحداث الكثير من الاضطراب والمزيد من الفوضي!،

مع أن كل من شارك في معركة انتخابات الرئاسة بالترشح لم يكن خافيا علي أي منهم القواعد المعمول بها في هذا الشأن، بمعرفة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي قنن وضعها الإعلان الدستوري والمادة 28 التي انتهت إلي تحصين قرارات هذه اللجنة العليا!، وظني أنه كان بمقدور الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية أن يعترضوا من البداية علي الإعلان الدستوري الذي نظم عمل اللجنة العليا للانتخابات وحصن قراراتها!، فهذا التحصين وإسباغ صفة القداسة علي القرارات يرسخ سابقة سياسية هي الأولي من نوعها في تاريخ مصر!، أما وأن هؤلاء المرشحين المحتملين للرئاسة قد قبلوا جميعا الاشتراك في «لعبة الترشح للرئاسة» فالمفهوم ضمنا من مشاركتهم أنهم موافقون علي الاشتراك بالشروط المعلنة مسبقا، وعندما انتهت اللجنة الرئاسية في عملها إلي استبعاد عشرة مرشحين لأسباب مختلفة، وإضافة إلي ذلك فإن هناك ما صرح به المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية ملمحا إلي احتمال استبعاد مرشحين رئاسيين آخرين لأسباب لم تعلن بعد!، ولم يعد أمام الذين استبعدتهم اللجنة بالفعل غير التقدم بالتظلمات لكي تنظرها اللجنة، وكان المنتظر أن تقدم التظلمات في هدوء لا يفسده هذا «الجو العنيف» الذي أشاعته تصريحات المستبعدين أو المتحدثين باسمهم!، إذ بدا الأمر من هذه التصريحات وكأن

حربا داخلية سوف تنشب بين هؤلاء وأنصارهم من جانب، والسلطة المختصة القائمة حاليا في البلاد ومنذ نشوب ثورة 25 متمثلة في المجلس العسكري!
أي مناخ فاسد هذا الذي تضعه نبرات التهديد والوعيد من الذين يعتبرون استبعادهم موقعة تستحق أن تراق فيها الدماء!، وما المقصود ببث هذه التهديدات يوميا عبر الفضائيات والصحف بان فرسان الموقعة المرتقبة لا ينتظرون نظر تظلماتهم وقد قبلوا مبدأ التظلم!، بل هم يتأهبون لمعركتهم التي لا ضمان لعدم اشتعالها إلا بعودة المستبعدين إلي حلبة الترشح!، ودونما هذا الشرط وحده فالشعب كله في انتظار الأهوال وعظائم الأمور!، وتساهم في إحياء هذا الجو واشتعالة حالة عامة من الفوضي التي استهان صناعها بكل سلطة!، تتحطم دور المحاكم ويفزع قضاتها تحت وطأة إحساس مؤكد بأن الحياة في مصر ترتد إلي عصور البداوة الأولي!، وعندما تسقط هيبة كل سلطة وأي سلطة في أي دولة فهذه آية كبري علي سقوط الدولة التي يتناحرون علي رئاستها ولو كان الطريق إليها غارقا في الدماء.