عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

شهادة لا يمكن لأي فحص طبي لصاحبها أن يصحح ما فيها أو يقدم تفسيراً مغايراً لتشخيصها وقد ملأ بياناتها ووقع عليها صاحبها العقيد معمر القذافي الذي مازال حتي قرب نهايته يحكم الشعب الليبي الشقيق لمدة تجاوزت الأربعين عاماً حتي الان!، وقد عشت منذ تولي هذا الإنسان حكم ليبيا علي اعتقاد قادتني إليه تصرفاته التي تعاقبت علينا فكان كل ما فيها يشككني في أنه يعقل أو يعي ما حوله!، حتي أتتني هذه الشهادة »الثمينة« في بيانه الذي ألقاه بعد أيام من غضبة الشعب الليبي في وجهه مؤخراً ولاتزال وقائعها التي حملت جرائم العقيد ضد الإنسانية في مجازر لم يصادفها أي شعب في العالم عند غضبته أو احتجاجه!، ويبدو أن كل وسائل الإعلام في العالم ـ عربية وغير عربية ـ كانت تنتظر هذا البيان لكي تؤكد لجميع أجناس الأرض أنه لم يكن يمكن لأي إنسان أن يحكم بلداً وشعباً كل هذا العمر الطويل في الحكم إلا في بلد من بلدان العالم العربي، وبكل ما يحمله من مرض عقلي واختلال روحي!، مع تلمذة نابهة له علي سير الفاشية والدكتاتورية أيام ازدهارها قبل أن تولي صفتها من العالم بشجاعة الشعوب وتقدم الفكر الإنساني!، ليؤكد العقيد ـ وهو في حالة إفصاح عن حقيقة مشاعر تجاه الشعب الليبي ـ وقد أورث ذات أمراضه إلي نجله!، الذي راح هو الآخر يتوعد الشعب الليبي ومعارضته الغاضبة وهو يدعو إلي الحوار!، ليؤكد العقيد أنه مازال »التلميذ النجيب«، دون ذكاء نجومها، لتلك الحقبة التي سادت فيها الدكتاتورية والفاشية العالم!، كل ذلك وأنا أتابع هذيانه وهو يظن أنه يخطب في شعبه والعالم!، ليرتجل كلمات وأمثالاً وحكماً لا رابط فيها ولا مناسبة لقولها وقد أجهدتني لما تجاوز الساعة متابعة متأنية!

كل ما وصلني من هذا »الهذيان« أنه سوف يفترس الشعب الليبي ويدمره!، وأن هذه ـ ساعة عمله ـ وقد دقت ليقتل كل من

يصادفه!، بأيدي المرتزقة الذين رصد لكل واحد منهم ـ غير الذين أصبحوا علي أرض ليبيا فعلاً ـ ألفي دولار يومياً لكل كلب عقور منهم يقبل »العمل الجهادي« مع العقيد! وكان ضمن ما فهمته أنه يعرف أن هناك مؤامرة خارجية لسلب الشعب الليبي منجزاته ومكتسباته التي نقلت ليبيا في عهده »نقلة حضارية« جعلت منه »محرر الشعوب« في مغارب الأرض ومشارقها!، أما ما أفاض العقيد في استعراضه وهو يكاد يفقد صوته من فرط تداعي أفكاره الهيستيرية فقد سبق لي أن شبعت منها علي غرار أفكاره الوحدوية مرة مع المغاربة ومرة أخري مع المشارقة!، ثم انطلاقه لكي يطلق علي نفسه »ملك أفريقيا« وهو يدور ويلف في بلدان أفريقيا الجائعة يوزع أموال الشعب الليبي علي المترقبين لأمواله!، في مسرحية سخيفة ليست في جودة مسرحية »زيارة السيدة العجوز« للكاتب الإيطالي »دورنيمات« لمن لم يقرأها وإنما شاهدها في فيلم سينمائي ربما!، تذكرت كذلك من تخاريفه فكرة الدولة المشتركة »إسراطين« لفض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني العربي، ولا أتحدث عن تأليفه يوم ضحك عليه البعض من موظفيه والنقاد العرب المرتزقة منه فأقنعوه بأنه يكتب الروايات والقصص من الأرض للأرض للسماء للبحر، فقد نسيت عنوان هذه التفاهات!، فقط يشغلني سؤال: كيف استطاع العقيد حكم بلاده كل هذه السنين؟!