رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«فزورة مبكرة» قبل فوازير رمضان!

اقرأ واسمع وشاهد ما شئت من نشرات الأخبار والبرامج الحوارية لكل الدنيا، ولك أن تستعين بأي صديق لك من دائرة الذين نسميهم في مصر «العالمون ببواطن الأمور»، وقابل من شئت أن تقابله إذا ما خيل لك وهمك أن هذا يعرف!، لكنه لن يكون أكثر من ناقل شائعة «سمعها فأضافها إلي رصيده من الشائعات،

وربما أسعفك بعضها في محاولاتك حل هذه الفزورة المبكرة- قبل رمضان المقبل- الذي تغنينا عن فوازيره التي توقفنا عن بثها في التليفزيون فاسترحنا من ثقلها علي النفوس!، فهناك جهة- أو جهات- في الدولة بعد الثورة المجيدة رأت أن فزورة واحدة تكفينا للانكباب علي حلها قبل حلول رمضان، حتي إذا أتي ربما يكون أحد منا- أو لا يكون- قد توصل إلي حلها حتي يتفرغ الشعب للعبادة في الشهر الكريم!، ولأن الفزورة هذه المرة من صناعة سلطات الدولة- لا نعرف أولها حتي الآن علي وجه التحديد!، فلابد أن تكون قنبلة جديرة بأمن الدولة!، والفزورة هذه استهلكت منا ومن أعصابنا ومن تضافر جهود مسئولين علي مستويات عليا للتحضير لها الوقت الذي جعلها أهم ما شغل الناس خلال الأسابيع الأخيرة!، وهي إبداع سياسي عالي السبك والصياغة!، وليس فيها من أي جانب ما هو فكاهي مما اعتدناه في الفوازير!، بل هي «فزورة» جادة غاية الجد لن يتهم فيها أحد بالهزل إلا ربما عند نهايتها التي فاجأت الناس كما فاجأتهم قنبلة الفزورة نفسها!، ولعلك- أيها الساعي لحل الفزورة- قد فوجئت ذات صباح بأن لجانا قضائية من النيابات المختلفة مدعومة بقوات الأمن اللازمة قد داهمت مقرات منظمات وجمعيات أهلية مصرية تعمل في مصر من سنوات وسنوات للتحفظ- بعد الإغلاق بالشمع الأحمر- علي جميع أوراق ووثائق هذه المقرات، والقبض علي مصريين وأجانب ثبت أنهم- وهذا مكمن الجد- يتعاملون في أموال ضخمة تأتي من الخارج فتحمل تمويلا ضخما للمنظمات والجمعيات للعمل ضد مصر!، وأن هذه الجمعيات وجهت عملها بهذه الفلوس لتخريب مصر وانتهاك سيادة الدولة فهي تعمل بلا ترخيص!، وخرجت التصريحات من مسئولين وغير مسئولين معنيين وغير معنيين تؤكد صحة الاتهامات بما ينطوي علي قضية جنائية ذاهبة إلي المحكمة بإذن الله.
ولما كانت التصريحات اليومية تؤكد أن «الجريمة» هي في حق الوطن أولا!، فقد استثارت هذه التصريحات نخوة كل المصريين، الذين انتظروا

علي أحر من الجمر كيف سيكون موقف مصر رابطة الجأش، ثابتة القلب في مواجهة  المتهمين الأجانب الممنوعين من مغادرة البلاد، وهم ابناء بلد هو شاويش العالم كله وسيده!. فلم تتوقف التصريحات عن تأكيد أننا لن نخاف ولن ننحني ولن نركع، ومثل هذا الكلام الصارم إذا أتي من رئيس الوزراء فإن مصر تعني هذه المرة ما تقول، بعد أن ولي زمن التبعية لأمريكا كما دأب النظام الساقط عليها!، فلا تفريط في سيادة، ولا مصر تملك غير المواجهة، قضاؤها مستقل، والأمريكان كما المصريين سواسية أمام القانون، ولتخبط أمريكا- ومن وراءها!- دماغها في الحيط!
إذن أين الفزورة المبكرة التي تغريك بالبحث عن الحل!، وزيرة الخارجية الأمريكية هي ممن يعرفون، فقد صرحت بأن كل شيء سيكون تماما «قريبا»، طائرة عسكرية أمريكية تهبط في مطار القاهرة، وبمنتهي النظام والثقة اصطف أبناء أمريكا «البررة» يتقاطرون إلي داخل الطائرة الواحد بعد الآخر، لتقلع بهم الطائرة إلي قبرص القريبة منا ومنها إلي بلادهم.
والمطلوب منك أن تجد حلا للفزورة، ولا تحاول التوجه إلي أي مسئول مصري تسأله ما الخبر يا عمي!، فقد حط عليهم جميعا الصمت غير البليغ حيث لا أحد له شأن بمعرفة الحل!، ولن يفوز أي إنسان في مصر بتقديم الحل لا في رمضان المقبل ولا غيره!، لقد فضلتها السلطات علي غيرها من «فوازير» مصر هذه الأيام لتكون فزورة قنبلة!، قد تنفجر في وجه كل من يلح علي معرفة حلها!، وهذا أسلم- فيما تظن السلطات- لكل المصريين!، فالفزورة شأن حكومي خاص!