رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيف وافقتم علي هذه النهاية الصادمة؟

كيف هان علي جميع الذين عملوا في هذا «المطبخ السري» الذي أدار قضية التمويل الأجنبي للمنظمات والجمعيات الأهلية المصرية أن ينتهي أمر «الطبخة» بهذه النهاية المفجعة الصادمة للشعب المصري، فكل ما وقع في هذه النهاية

يشير إلي أن النهاية المطلوبة أولاً وثانياً وثالثاً كان خروج الأمريكيين المتهمين في القضية من مصر إلي بلادهم علي الطائرة العسكرية من مطار القاهرة، فخروجهم علي هذه الصورة المهينة لمصر كان هو المطلوب العاجل!، وبعد ذلك فلتخرب الدنيا، ولا مانع من الاستعداد لقبول ما يترتب عليها عند كل المصريين حتي لو كان فيهم غلاة المؤيدين للسلطات القائمة!، وهو الأمر الذي حدث بالفعل وليس في وقوعه أية مفاجأة للذين رتبوا في «المطبخ السري» لهذا الإجراء وسوغوه بين أنفسهم، ولست أدري ألم يصادف المطبخ واحداً من أعضائه استبشع أن يتم ذلك في مصر الثورة، وبعد كل ما عاشت عليه مصر من التصريحات الرسمية التي تناولت المتهمين بالاتهام قبل إحالتهم إلي المحاكمة التي تنحت محكمتها عن نظرها دون إبداء أية أسباب!
إنني عندما أتساءل والصمت غير البليغ يلف الموضوع كله الآن وقد تم المطلوب، عندما اتساءل فإن لي بعض العذر إذ مازلت أتصور أن «يُذعن» كل الذين أداروا مطبخ القضية في مستوياتهم العليا!، فكيف قبلت - مثلاً - فايزة أبوالنجا وهي التي أسرفت في التصريحات التي أشارت بالإدانة للمتهمين

مراراً وتكراراً، كيف رأت «الفيلم» المطلوب إنتاجه وهل رأت فيه وجهاً من وجوه «التعاون الدولي»!, وهل رأي وزير خارجيتنا أن إنتاج الفيلم بهذه الطريقة مما يقنع العالم بأن مصر قد اتخذت لنفسها طريقاً آخر بعيداً عن طابور الاتباع!، ولست أشك في أن رئيس الوزراء د. كمال الجنزوري كان علي علم بالطبع بما يتم ترتيبه، وفيما أظن أن ما استقر عليه كان بعد تصريحاته بأن «مصر لن تركع»!، فكيف ران الصمت عليه عندما سأله إعلاميون عن النهاية الصادمة التي لم تكن تعني سوي الركوع!، وإذا ما كان الأمر «صفقة» بالمعني السياسي، فما الذي طلبناه لمصر مقابل أن يحدث لها هذا!، وهل اكتفينا بوعد أمريكي بأن يساند «أوباما» مسعانا للاقتراض من البنك الدولي وغيره!، فهل هذا هو المقابل الذي جعلنا نقبل علي هذه النهاية المفجعة لمصر بكل هذا «الفخر العظيم» الذي يخجل عنده أي مصري!