عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

في برنامجه »ستديو القاهرة« استضاف زميلنا الموهوب »حافظ الميرازي« يوم الثلاثاء الماضي في فقرة لا تخلو من ذكاء الاختيار الملحوظ نجمة الإعلام المصري الإذاعي والتليفزيوني في الستينيات وما بعدها بسنوات المحترمة »ميرفت رجب« التي بدأت عملها عام 1964 بعد ان قبلت اوراقها في التعيين بالإذاعة من خلال مسابقة اجراها »ديوان الموظفين« ـ علي عهد التزام الدولة وقتها بسياسة العمالة الكاملة لكل خريجي الجامعة والمعاهد العليا والمدارس المتوسطة، وكان علي رأسه واحد من كبار الموظفين الذين اتسموا بالنزاهة المطلقة اتساقاً مع مبدأ »تكافؤ الفرص« المرحوم حمدي ابراهيم، وإذن.. فميرفت رجب لم تدخل مجال الإعلام »بالواسطة والقرابة« مما هو لا طريق غيره للعمل في التليفزيون والإذاعة!، وكانت ميرفت رجب ضمن رعيل من رجال وسيدات الإعلام الاذاعي وقتها ـ قبل أن تعرف مصر التليفزيون ـ الذين كانوا اعلاماً في هذا المجال الحيوي أمثال صلاح زكي وسميرة الكيلاني وجلال معوض وحسني الحديدي وفاروق خورشيد مما تسعف الذاكرة بأسمائهم الآن من رهط من هذا النموذج الذي كان علي حرفية مهنية راقية وثقافة رفيعة وملكة صوتية ملحوظة، وهذه المكانة الأخيرة كانت شرطاً صارماً ـ ضمن الشروط الصارمة الاخري للالتحاق بالعمل الإعلامي ـ شأن ما كانت تشترطه لجنة الموسيقي والغناء بالإذاعة لمن اراد أن يغني!، فلم يكن الغناء وقتذاك هذا الذي يسمي غناء الآن لمن انتحلوه ظلماً وبهتاناً!، ولكن هذا ليس كل ما اردت أن أذكره حول مرحلة عمل »ميرفت رجب« التي ابعدت عمداً عن العمل الاعلامي شأنها شأن من ذكرت من زملائها عندما تقلبت العهود فكانت التضحية بها وبغيرها حيث هي تنتمي وينتمي معها

نجوم »إعلام العهد البائد« أي الذي ولي!.

ولكن »ميرفت رجب« تظل علامة علي مدي جهالة وغشم الذين ارادوا لها أن تتنكر لأصول مهنتها أو تفر تاركة العمل أو تعقد في بيتها تتحسر علي مهنة خانها نجوم المراحل التالية علي توقفها عن العمل!، وهذه وحدها قصة دامية لم يتسع وقت البرنامج المخلص لفقرتها أن تحكيها بتفاصيلها المحزنة المخجلة التي اعرفها!، والتي تؤكد لي ان هذا الاعلام الحكومي الحالي الذي بقي حتي الآن مهنة لمن تنكروا لكل الأصول المهنية التي ناضلت ميرفت رجب لكي تتمسك بها وتحافظ عليها حتي لو كان الثمن الفادح تدفعه ـ كما دفعه الزملاء ـ ممن شملتهم »عجلة الارتداد بإعلام مصر إلي الخلف«!، وليصبح إعلام الدولة في مصر يعاني الانحدار والخيبات المتواصلة!، في ظل قيادات لا يعنيها في العمل الإعلامي غير رضاء من أتي بها من الوزير الي الخفير!، لقد ذهب معظم زملاء ميرفت رجب إلي ربهم، وبقيت هي كما شاهدتها علي الشاشة مفعمة بالأمل، تثني وتشيد بثورة شباب ميدان التحرير الذي كان من مطالبه إعلام جديد لمصر.