رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

سمعت بنسبة مخيفة وشاهدت »نجوم سوق التحليلات السياسية« ممن كانوا هكذا في السابق، وممن أصبحوا فجأة ضمن »نجوم التحليلات«!، وقد نصبت الفضائيات »السوق« من أول أيام ثورة الشباب الشعبية - 25 يناير - وحتي ساعة كتابة هذه السطور، وواضح أن هذه السوق - لجاذبيتها الشديدة، هذه الأيام - قد وجدت بغيتها في الذين أصبحوا رهائن، كراسيهم في المكاتب والمنازل هي الاشارة عندما تأتيهم الدعوة عبر الهاتف إلي »تحليل عاجل« لا تستطيع قناة الاستدعاء الصبر علي غيابه أو تأجيله، وقد أصبح شعار »نجوم التحليلات« كما شعار الكشافة: »كن مستعدا« وقد شهدت خلال هذا الركام الذي يلاحقني ويلاحق المصريين علي الشاشات المختلفة كيف يتحول بعض الناس بزاوية حادة من النقيض إلي النقيض في ظرف ساعات لا أكثر!، وعجبت للذين يطلبون إلي رئيس الجمهورية »الرحيل فورًا«، و»الآن الآن وليس غدا« حتي بعض حملة الأقلام الذين انتظروا حتي مالت كفة الميزان واعتدلت لصالح ثورة الشباب! فأصبحوا فجأة يرددون مطالب الشباب إلي النظام!، وهم الذين عاشوا في حيز حزب الحكومة ولجنة سياسات حزبه الحاكم فما تربعوا علي كراسيهم في مختلف المؤسسات الصحفية التابعة للدولة إلا عن طريق »انتقائهم بعناية« من هاتين الجهتين بالاضافة إلي جهات أخري يعرف سككها هؤلاء!، تحولوا فما فاجأني تحولهم حيث هم هكذا كلما نصبت مائدة جديدة!، وشاهدت علي الشاشات الذين أرادوا أن يقولوا للشباب الثائر أنهم معهم لعل الشباب يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم »الغنية« في حق هذا الشعب!.

ولأن الزحام شديد علي منافذ تأييد الثورة لا يقل في وطأته عن زحام ميدان التحرير!، فإن »الإمعات« الذين فاجأهم استمرار الثورة قد وجدوا إلزاما عليهم ألا يفوتوا فرصة اللحاق من قبل أن يضيع الوقت!، وتمنيت علي شبابنا أن يفطنوا إلي الذين يحاولون سرقة« ثورتهم!، وأن يتفهموا سريعا حاجة المرحلة التي انتقلوا بها من مصر إلي مصر أخري إلي انضباط في الخطوات وانتظام تستدعيه ضرورات مصر الأخري التي انتقلنا بفضل شبابنا إليها!، وهي ضرورات يلزمها أن تزيح مصر التي طويت صفحتها كل الرموز والاشارات الدالة علي قديمها الذي أزيح، وأن تبدأ »مصر الجديدة« في العودة إلي الحياة.. الحياة التي تسعي إليها دولة متحضرة غسلت عارها من المفاسد المتنوعة والعجز الذي وصل بأفراد الشعب إلي شلل تام لولا شبابها الذي لم يستسلم الذين اعتقدوا أن الشعب خامل يساس بالكرباج!، لم يكن الشعب مغيبا في أي يوم!، ولكن شبابه المدخر يمكنه اليوم أن يبعد من طريقه لصوص الثورات ونهازي الفرص!.