رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كأنها رسالة أرادوا توصيلها لنا، فما دام أبناؤنا قد ثاروا، واتضحت مطالبهم التي هي مطالب الشعب المصري، وقد أعلنت كل طوائف الشعب وفئاته تضامنها مع ثورة الشباب، فإن علي الشعب المصري ان يتحمل النتائج، ولتكن مدنه وشوارعه ومحلاته ومنشآته مستباحة!، يحرقها البلطجية والرعاع والخارجون علي القانون، فلا أمن ولا أمان بدون أن تدركنا رحمة النظام، ورحمة النظام لا تبدو تجلياتها إلا من خلال أجهزته الأمنية وما دامت اجهزة الأمن لم تستطع إخماد ثورة الشعب وصد تجمعاته وإسكات هتافاته وإجبار الثائرين علي العودة الي منازلهم وترك الشوارع خالصة للشرطة وعتادها وأجهزتها ومادام عجز هذه الاجهزة قد بات واضحاً للعيان عبر ما نقلته وسائل الإعلام الدولية من قلب الاحداث، فقد كان مفتتح الرسالة التي ارادوا توصيلها لنا انسحاب أفراد هذه الشرطة من الشوارع بعتادهم وسياراتهم كأنما ابتلعتهم الأرض!، وليكن انفلاتاً أميناً لم تشهده مصر من قبل حتي يتيسر لأصحاب الرسالة اتهام شباب مصر بأنهم الذين يتحملون هذا الانفلات الأمني حتي لو استغاث الناس في منازلهم. وخلت الشوارع حتي من عسكري المرور، وخلت أبواب السفارات من حراسها، وكذا كل المنشآت الحيوية من بنوك ومقار أعمال ومحلات تجارية نهبت جهاراً ونهاراً!، ولم يكن هناك ما يمنع أصحاب الرسالة من حرق بعض الابنية التي ترمز للحزب الحاكم فقد اشعلت النار في مقره الرئىسي، ولم يكن في الشوارع

المؤدية إلي الميادين غير الشباب الثائر، فلما أخليت الشوارع والاحياء ومقار أقسام الشرطة من الافراد صغاراً وكباراً، كان لابد أن تحمل اعمال العنف والشغب لشباب مصر الذي أبي أن يعود الي البيوت قبل أن تتحقق المطالب التي اخرجت الشباب أصلاً إلي الشارع!

لكن شباب مصر الثائر خيب ظنون أصحاب الرسالة!، فلم يترك الشباب الثائر أي ثغرة ينفذ منها البلطجية والخارجون علي القانون لنفي سلمية ثورة الشعب، فقد بادر الشباب الي القبض علي البلطجية والنهابين واللصوص وتسليمهم الي قوات جيشنا الباسل الذي نزل الي الشارع بعد ان غاب حماة القانون عن المشهد، فلم يبق في الشارع غير رجال الجيش، وبعض الرموز التي آزرت مطالب التغيير من البداية!، وبقي ان يحاسب حساباً عسيراً هؤلاء الذين تركوا مصر بمساكنها وشوارعها مستباحة طيلة أيام الغضب!، فهم الذين غيبوا أفراد الأمن عن المشهد فلم يغيبوا إلا بعد ان خلفوا كوارث من ورائهم!