عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

عند وزارة الداخلية قوات شرطة وأمن مركزي غاية في الحداثة، وهذا هو البادي عندما خرجت هذه القوات تقاوم غضبة الجماهير التي شملت أنحاء عدة في مصر!، فكانت قوات الأمن في كامل زينتها بأدواتها المستحدثة!، عصي مستوردة شأنها في ذلك شأن القنابل المسيلة للدموع والبنادق التي تطلق رصاصها المطاطي علي المتظاهرين لتردهم عن المضي في مظاهرتهم المحتجة الغاضبة!، ولست في حاجة إلي تناول ما بدا - صمت زينة الشرطة والأمن - من السيارات حاملة الجنود وهي سيارات تسعي عفية عند الحركة والتطويق، كذلك سيارات المطافئ الجاهزة بخراطيم التي لا تعرف الثقوب مثل التي نعهدها عند استدعائنا للمطافي عند اندلاع حريق!، وليس عندي أي إحصاء رسمي بالطبع لعدد المخبرين السريين في ملابسهم المدنية، وكذلك الذين انضموا لهذه القوات من المتدربين علي الرياضات العنيفة مما يبدو من هيئاتهم الجسمانية، وما هذا البهاء الذي استلفتني من الخوذة البلاستيكية الي الدروع البلاستيكية مما نشاهده عند قوات مكافحة الشغب في بلاد الخواجات، أو التي تقمع المتظاهرين والمحتجين في ظل الأنظمة الشقيقة!، إنها هي نفس الأدوات والتجهيزات فالمورد لها واحد، يتعامل مع كافة الأنظمة حسب احتياجات كل نظام، هي دول معروفة بصناعة هذه الأدوات علي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي تبيع منها بملايين الدولارات كل عام، هي هي نفس التي تابعتها علي رؤوس وفي أيدي جنود شرطة »زين العابدين بن علي« قبل ان يفر معه آله وصحبه وخلانه إلي حيث ألقت بعيدا عن تونس!

وتساءلت بيني وبين نفسي عن تكاليف ونفقات الإعاشة والإقامة لكل هذه

الجحافل الجرارة منهم وهم في تزايد مستمر حسب الحاجة إليهم في مصر!، وكم يتكلف وقود هذه السيارات العملاقة وقد وصل سعر لتر البنزين إلي عشرين جنيها يدفعها أي مواطن كتب عليه أن يركب سيارة، هذا غير تكاليف صيانة هذه الشاحنات ومأواها في غير أوقات العمل، هذا كله يدفعه الشعب من قوته شاء أم أبي!، تثقل كاهله أسعار كل شيء، وترهقه ألوان متنوعة من الضرائب والرسوم والاستقطاعات إذا كان من الأغلبية محدودة الدخل، وهي الأغلبية التي أصبحت تعيش تحت خط الفقر!، ولا يجد لها رئيس الوزراء ما يقوله لها غير رصده لمبيعات أجهزة التكييف في مصر!، وفي حين خرجت الشرطة في زينتها علي الجماهير يوم غضبها، نثق في أن الدولة تفتش الآن عمن وحد هذه الجماهير في مدن مصر المختلفة، فتوجه اتهامات بذلك إلي من لا علاقة لهم بالأمر!، ولم يكن توحد الجماهير مفاجأة إلا للذين خرجوا يقمعون الجماهير!، لكنها لم تكن مفاجأة لأي عاقل رشيد!، راقب تراكم الظلم الذي يزهق روح الصبور!