رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

في رأيي أن مقال د. بطرس غالي في صحيفة »وول ستريت جورنال« الأمريكية - يوم الجمعة الماضي - قد مثل عندي رأيا قويا داعما لموقف مصر الرسمي من تصريحات بابا الفاتيكان التي دعا فيها دول الاتحاد الأوروبي في العاشر من الشهر الجاري إلي القيام »بخطوة مشتركة من أجل حماية مسيحيي الشرق الأوسط«!، مما اعتبرته حكومة مصر تدخلا من بابا الفاتيكان في الشئون الداخلية لمصر، خاصة أن البابا كرر دعوته هذه بعد ذلك!، واستدعت الخارجية المصرية سفيرة مصر لدي الفاتيكان للتشاور، وهو الإجراء الذي يعرف في العرف الدبلوماسي بأنه احتجاج علي موقف دولة من دولة أخري، وتفسير تصريحات د. بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان - وهو بعيد عن شبهة المناصب الحكومية التي اعتلي غالي الكثير منها من قبل ولفترات طويلة - أنها داعمة للموقف الرسمي المصري ليس لأن بطرس غالي من عائلة قبطية مصرية عريقة وإن كان هذا في الحسبان طبعا، كما أن واحدا من عائلته يشغل منصبا مرموقا في الحكومة الحالية، فهو وزير المالية د. يوسف بطرس غالي، ولكن ما ذكره بطرس غالي في مقاله الذي قرأت له ملخصا شافيا إذ جاء فيه »أن مصر محصنة ضد الطائفية، وأن الهجوم الذي وقع علي كنيسة القديسين بالإسكندرية له هدف واحد سواء من قام به كان مصرياً أم أجنبياً، والهدف زرع بذور الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في بلد معروف منذ أمد بعيد بالتسامح الديني«، ويمثل هذا التأكيد من بطرس غالي الحقيقة الناصعة التي كان ينبغي أن تكون في اعتبار بابا الفاتيكان، قبل أن يدعو أي جهة من خارج مصر إلي

حماية مسيحيي مصر!، هذا بالإضافة إلي تزامن مقال غالي مع تصريح د. أحمد فتحي سرور أمام وفود برلمانات العالم بأن حماية المسيحيين أمانة في أعناقنا«، كما كان تصريح وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط بأنه يمكن لمصر دائما حماية كل رعاياها وفي القلب منهم أقباط مصر.

وكانت إشارة د. غالي في مقالة لافتة إلي ان استخدام المصريين إشارات ورموز دينية لتأكيد هويتهم، قد استغلته وسائل الإعلام الأجنبية لخلخلة الهوية المصرية الثابتة!، وكان من إيجابيات هذا المقال تأكيد الحقيقة التي طالما سئمنا من تكرارها وهي أن »الأقباط في مصر يمارسون عقيدتهم بحرية ويشغلون مناصب قيادية. وكل المطلوب تعزيز الشعور بالمواطنة«، فرغم هذا التأكيد مازالت القوي التي تتربص بنا في خارج مصر تتصور أن وقوع أحداث من عينة ما حدث في الإسكندرية أو نجع حمادي هو ما يدعو إلي تدخل أجنبي في شئون مصر الدولة ذات السيادة!، والعريقة في تراثها من التسامح الديني، وقد تزامن مقال غالي مع وقف مشيخة الأزهر إجراء حوار تقارب الأديان مع الفاتيكان. حتي لو هدد الفاتيكان بإجراء الحوار مع إيران!