رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

نجا »عبده« صاحب مطعم القنطرة الذي أشعل في نفسه النار من الموت محترقاً فقد كانت حروقه طفيفة ولعله قد غادر مستشفاه!، لكن الذي أعقب الحادث ما تداولته الصحف المصرية بهذا الشأن وفي مقدمتها جريدة »الوفد« ما يمثل »مسخرة« مصرية بحق!، تحكي كيف أصبح عدد عشرين رغيفاً من الخبز المدعوم محور تصريحات عدد من المسئولين في محافظة الإسماعيلية!، وهي الأرغفة التي أراد المواطن المحترق الحصول عليها لنفسه أو لمطعمه البسيط لا فرق!، فلم أكن أعرف أن أرغفة الخبز المدعومة ترتبط بتوجهات وزارة هي وزارة التضامن وضعت اللوائح والفرمانات لكيفية الحصول علي الخبز المدعوم!، وأول ما أقول إنني لا أعرف ما هو الإثم الذي أقدم عليه المواطن المحترق عندما طلب عشرين أو ثلاثين رغيفاً زيادة يأكلها رواد مطعمه من محدودي الدخل - بل الفقراء - بغموس الفول والطعمية!، ولست أظن أن »عبده« صاحب المطعم سوف يثري ثراء فاحشاً من بيع بعض الأرغفة الزيادة في مطعمه حيث الرواد يعرفون سعر الرغيف المدعوم فهم يشترونه يومياً لبيوتهم!، ولن يستطيع »عبده« صاحب المطعم فرض أي زيادة في سعره!، فلم تمنع تمنح فريق الموظفين المسئولين عن الخبز المدعوم أو »بوناته« بدعوي أن »عبده« قد خرق القانون الذي يستحيل اختراقه!، وأراد أن يكسر لوائح وتوجهات وزارة التضامن التي لا تنزل الأرض!، لم يكن أمام »عبده« إلا أن يشعل النار في نفسه ليلفت الأنظار إلي مشكلته التي استعصت علي الحل!، وإذا بالحادث يسفر عن »مسخرة« كاملة كما أقول!، إذ خرجت التصريحات من عدد من »البهوات« الذين يشغلون مناصب مهمة

علي رأسها تنظيم توزيع الخبز المدعوم وتطبيق توجيهات ولوائح وزارة التضامن بكل حزم!، وكان هدف هذه التصريحات غسيل اليد وتبرئة الذمم من لحم »عبده« المحترق!

فرئيس مركز ومدينة القنطرة بادر إلي إعلان أن »عبده« كان يطلب حصة زيادة من الخبز المدعوم!، وأفاد بيان لمكتب محافظ الإسماعيلية بأن هذا المواطن مشكلته الأساسية أنه يريد خبزاً مدعوماً لمطعمه!، ثم أدان المحافظ محاولة المواطن الانتحار، ووصفه مكتبه بأنه كان قد سبق دخوله مستشفي الصحة النفسية والعقلية وأنه غير مسئول عن تصرفاته!، وقد عمل المواطن مشكلة عند ذهابه لاستلام الحصة التي صدق له عليها رئيس مدينة القنطرة، ومدير تموين القنطرة من المنفذ المخصص لذلك، وحرر محضراً بمركز شرطة القنطرة لمدير المنفذ، وأضاف البيان أن المواطن ليس له حق في شكواه، أو تصرفه غير اللائق بأحد مواطني مصر!، وانتهي بيان المحافظ، وانكشف بتصريحات الموظفين »الملعوب« الذي أراد »عبده« أن يلعبه تحايلاً علي القانون واللوائح! وبذمتكم.. هل يمكن في أي بلد أن يكون 20رغيفاً من الخبز محل هذه الحكاية الطويلة العريضة؟!