رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمن.. المطلب الأوحد!

أخبرني سائق التاكسي بأنه وعدداً من زملائه الذين يتحملون متاعب سداد أقساط سيارات الأجرة البيضاء لا نجاة لهم من هذه المتاعب إلا بأن يعملوا وأنهم للأسف الشديد قد أصبحوا لا يستطيعون المداومة على العمل، فالكثير منهم يأوي إلى بيته مرغماً معظم ساعات النهار وما بعد النهار لأنه يخشى أن يكون ضحية الذبح والاستيلاء على سيارته!،

أو نجاته هو من الموت متى تخلى مكرها لمهاجميه في عز النهار والمساء متى وأينما كان يسعى بسيارته حتى يحصل على ايراد يواجه به التزاماته وعلى رأسها الأقساط! وحكى لي السائق عن الأهوال التي يواجهها هو وأقرانه على الطرق السريعة وفي الميادين والمنعطفات!، وقد أصبح البلطجية الذين تخصصوا مؤخراً في مهاجمة السائقين والاستيلاء على سياراتهم «يفجرون» إلى حد أنهم يتركون للسائقين من ضحاياهم أوراقاً تحمل أرقاما تليفونية إذا أرادوا الاتصال بخاطفي سياراتهم!، وعندما يفعل السائقون ذلك يعرفون بعد الاتصال أن عليهم دفع الألوف من الجنيهات مقابل استرداد سياراتهم!، وأن أمامهم مهلة إذا أرادوا ذلك!، وعليهم ألا يتصلوا بعدها لأن السيارة المخطوفة قد دخلت «التقطيع» الذي يحول السيارة إلى خردة!، وأضاف السائق لي أن تحرير محاضر لدى الشرطة لا يسفر إلا عن نصيحة الضباط للسائق المخطوفة سيارته بأن يسعى للتفاوض مع الخاطفين!، ولأن استرداد السيارة من الأمور العسيرة - هكذا أصبحنا! - على الشرطة هذه الأيام! وعندما تجرأ واحد من الضحايا على استدراج خاطف سيارته إلى بقعة دل عليها ضابط الشرطة - وبناء على نصيحته - إذا بخاطف السيارة يطلق النار علي الضابط فيرديه قتيلاً!، ثم

بعد ذلك يتصل بالضحية ليتوعده بأنه سيلقى «الجزاء الرادع» على ما فعل!
أضاف السائق لي أن عدداً من زملائه قد تضامنوا للاتفاق علي القيام بإضراب عن العمل!، يركبون سياراتهم ولا يقفون لأي راكب في الشارع!، وهم لا مطلب لهم عند الحكومة غير توفير الأمان لهم حتى يعملوا!، فقد أصبحت لديهم عقدة الخوف من مهاجميهم في أي وقت وكل وقت!، كما أصبح لعصابات البلطجية المتخصصة في سرقة السيارات الأجرة البيضاء مراكز معروفة داخل العاصمة وفي الأقاليم المتاخمة لها! وللأسف الشديد فإن شرطة هذه الأيام تعرف هذه المراكز!، بل وبعض الشرطة يعرف أسماء الذين يقودون هذه العصابات!، والآن ماذا يفعل هذا السائق وغيره!، بل ماذا يفعل الذين تحتم عليهم طبيعة أعمالهم السير على أقدامهم أو قيادة سياراتهم طيلة النهار ومعظم ساعات الليل!، وقد أصبح الكل في حاجة إلى حماية غابت! لقد أصبح الأمان والأمن المطلب الأوحد للناس، ولعل هذا سبب جنوح الناس الى استخدام العنف عند أي بادرة هجومية تلوح من أي شخص، أو إذا توهموا ذلك!!