رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الوصلة الغزلية» الأمريكية للإسلاميين!

قبل أسبوعين صدرت تصريحات أمريكية من الرئيس الأمريكى «أوباما» ووزيرة خارجيته «هيلارى كلينتون» تبشر فى العالم العربى، خاصة الدول التى شهدت تغيرات ثورية حادة، بأن أمريكا على استعداد تام للتعامل مع حكومات تنتمى إلى التيارات الإسلامية مادامت تأتى بانتخابات ديمقراطية نزيهة،

وذلك فى أعقاب وضوح فوز ساحق فى الانتخابات التونسية لحزب النهضة الإسلامى، والتى أدت إلى تشكيل التيار الإسلامى التونسى للحكومة، وكانت النبرة التى حملتها التصريحات الأمريكية قد تجنبت أى عبارة أو إشارة مما اعتدناه من الأمريكيين الرسميين من اتهامات للإسلام والإسلاميين، بأنهم وراء القلاقل والعمليات الإرهابية التى تشهدها المنطقة العربية!، وكانت هذه النغمة العدائية لا تكاد تتوقف حتى تعود فترتفع إلى حدة أوضح، وقد استمرت أمريكا فى هذه النغمة وهى ترعى رعاية كاملة النظم العربية الاستبدادية الحاكمة التى كانت تحذر أمريكا والغرب بصفة عامة من أن الإسلاميين لو تركوا طلقاء ليشاركوا فى الحياة السياسية فإنهم سوف يستولون على السلطة والوصول إلى الحكم الذى سيكون بالضرورة معادياً لأمريكا والغرب!، فكانت هذه «الفزاعة الإسلامية» محور السياسة الأمريكية فى التعامل مع الطغاة، الذين كانوا لا يروجون لفزاعتهم عند أمريكا فقط، بل ويعملون على إقناع شعوبهم بأن حكمهم خير عاصم لهذه الشعوب من شرور التطرف الإسلامى!، وأن مصادرة الأنشطة الإسلامية وتقليم أظافر الإسلاميين باستمرار هو الذى يحفظ «مدنية» المجتمعات!
ولكن ربيع الثوات العربية فاجأ الأمريكيين بما لم يتوقعوه، فما أن غابت وجوه الحكام المستبدين بالهرب والنفى والسجون والقتل فى بعض الأقطار، واستمرار ارتفاع

حدة المتغيرات فى بعض الأقطار العربية، واستئناف الشعوب المحررة من الطغاة لحياة ديمقراطية فتحت الباب أمام التيارات جميعاً، ومنها الإسلامى، خصوصاً حتى أسفرت ـ أو أشارت ـ بعض انتخاباتها عن فوز ساحق للتيار الإسلامى كما حدث فى تونس، وما تروج له دوائر الإسلاميين فى مصر، ولم تشأ السياسة الأمريكية أن تفاجأ بوصول تيار الإسلاميين للحكم، فبدأت فى عزف وإنشاد «وصلة غزلية» للتيار الإسلامى بوجه عام، تعتمد على الكثير من الكذب وآخر فقراتها ما صرحت به كلينتون بأن أمريكا ترحب بالتعاون مع حكومات إسلامية، فهى تدرك الآن أن الطغاة قد غرروا بها فأقنعوا أمريكا بأن تحاشى المتطرفين يقتضى الإبقاء على الطغاة مما استمر لسنوات!، ولم تشأ كلينتون أن تذكر حقيقة أن بلادها هى التى أعلنت الحرب على الإسلاميين، وأنها هى التى راحت تتهم الإسلام بأنه مصدر التطرف، وبذلت الأموال عند الحكام لمطاردة ما سمته بالإرهاب وهى قاهرة الإسلام والإسلاميين، وهكذا تكذب كلينتون مضطرة، لأن المصلحة اختلفت الآن!