«الوصلة الغزلية» الأمريكية للإسلاميين!
قبل أسبوعين صدرت تصريحات أمريكية من الرئيس الأمريكى «أوباما» ووزيرة خارجيته «هيلارى كلينتون» تبشر فى العالم العربى، خاصة الدول التى شهدت تغيرات ثورية حادة، بأن أمريكا على استعداد تام للتعامل مع حكومات تنتمى إلى التيارات الإسلامية مادامت تأتى بانتخابات ديمقراطية نزيهة،
وذلك فى أعقاب وضوح فوز ساحق فى الانتخابات التونسية لحزب النهضة الإسلامى، والتى أدت إلى تشكيل التيار الإسلامى التونسى للحكومة، وكانت النبرة التى حملتها التصريحات الأمريكية قد تجنبت أى عبارة أو إشارة مما اعتدناه من الأمريكيين الرسميين من اتهامات للإسلام والإسلاميين، بأنهم وراء القلاقل والعمليات الإرهابية التى تشهدها المنطقة العربية!، وكانت هذه النغمة العدائية لا تكاد تتوقف حتى تعود فترتفع إلى حدة أوضح، وقد استمرت أمريكا فى هذه النغمة وهى ترعى رعاية كاملة النظم العربية الاستبدادية الحاكمة التى كانت تحذر أمريكا والغرب بصفة عامة من أن الإسلاميين لو تركوا طلقاء ليشاركوا فى الحياة السياسية فإنهم سوف يستولون على السلطة والوصول إلى الحكم الذى سيكون بالضرورة معادياً لأمريكا والغرب!، فكانت هذه «الفزاعة الإسلامية» محور السياسة الأمريكية فى التعامل مع الطغاة، الذين كانوا لا يروجون لفزاعتهم عند أمريكا فقط، بل ويعملون على إقناع شعوبهم بأن حكمهم خير عاصم لهذه الشعوب من شرور التطرف الإسلامى!، وأن مصادرة الأنشطة الإسلامية وتقليم أظافر الإسلاميين باستمرار هو الذى يحفظ «مدنية» المجتمعات!
ولكن ربيع الثوات العربية فاجأ الأمريكيين بما لم يتوقعوه، فما أن غابت وجوه الحكام المستبدين بالهرب والنفى والسجون والقتل فى بعض الأقطار، واستمرار ارتفاع