عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيناريو المعتاد لكوارث العبَّارات؟

تبدأ كوارث عبارات البحر وتنتهى بسيناريو ثابت لتبدأ بعد نهاية فيلم أى كارثة مناحة كلامية تؤدى بمن يتابعها الى اقتناع بأن الذمم الخربة وراء السيناريو من البداية الى النهاية!، وقد فرفنا مؤخراً من وقوع كارثة العبارة «بيلا 1» باحترافها بالكامل،

وإنقاذ العناية الإلهية لأغلب ركابها،ولكن كل ما حملوه معهم من متاع الفقراء العائدين من أعمالهم فى الأردن إلى مصر لقضاء إجازة عيد الأضحى قد احترق فى العبارة، التى لم تعمر طويلاً فوق سطح الماء فاحترقت غاطسة بالكامل لتستقر بما كانت تحمله فى الأعماق التى ذهبت بسيرتها وصورتها إلى الأبد!، وبداية الأمر فى الكارثة، كما طالعنا وعرفنا ـ أن حمولة العبارة بداية وهى المقررة طبقاً لقوانين السلامة البحرية قد غادرت مبحرة فى رحلتها وقد حملت ضعف حمولتها تقريباً!، وضمن ما طالعنا أن هناك ما كان يمنع إبحار العبارة!، وأنها لم يكن يسمح بإبحارها لولا أن هناك إرادة أصحابها التى من الواضح أنها قد رتبت لإبحار العبارة رغم تلك الموانع والتحفظات!، وأن الشركة قد «تفضلت» فقررت منح كل راكب من ركابها ستة آلاف جنيه مقابل ما فقده كل  راكب!، وعادة مالا تبحث الشركات التى تملك عبارات البحر فى تفاصيل ما كان يحمل الراكب، بل هناك المبلغ القطعى الذى تقرر الشركات مالكة العبارات منحه ـ وهذا فى إطار قانون الكوارث المعتمد ـ مادامت هناك تحقيقات تجرى، والتحقيقات تنتهى بالطبع الى توصيف الخطأ الذىأدى الى الكارثة، والأسباب التى لم تمنع وقوع أى كارثة من هذا النوع،ومادامت الشركة التى تملك أى عبارة تبيع تذاكر ركوبها إلى أكبر عدد ممن يرغبون فى ركوبها،وخصوصاً فىأوقات الأزمات الضاغطة فى المواسم،فإن الذى يركب أي عبارة سيكون

الأمر كأنه على مسئولية خاصة وأنه لا يعلم حقيقة حمولة العبارة!، فلم تعرف الناس فى حالة «بيلا» إلا بعد اشتعال النيران فيها، ثم مسارعة القوات البحرية الى انقاذ ركابها، والوصول بهم الىأقرب نقطة على اليابسة، ثم بعد ذلك فليتنافس المتنافسون فى تحديد الأسباب التى عادة ما تعود الى القضاء والقدر الموظف عندنا دائماً وأبداً فى كل الكوارث!، ثم الدين يسعون الى تبرئة ملاك العبارة فقد سددوا خانات أوراقهم بما يفيد الالتزام بأى قانون وكل قانون!، هكذا اعتدنا فى بلادنا فليست كوارث العبارات والقطارات وحتى المعديات فى النيل بغريبة علينا!، ولكن السيناريو دائماً واحد!.
ولما كنا لا نفتش فى الضمائر، فإن أى تحقيق غالباً مالا يصل الى الضمير أو الضمائر التى تشاركت فى وقوع الكارثة!، ولكن رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر قد وعدنا بأن «الهيئة ستقوم بدراسة وتقييم رحلات السفر عبر نويبع وميناء العقبة، لمعرفة مدى احتياجات الميناء للعبارات العاملة حالياً وعددها خمس، حتى توفر الشركة مالكة هذه العبارات لزيادة عددها لمنع حدوث أزمات وتكدس فى ميناء نويبع وهكذا تسير كارثة العبارة «بيلا1» طبقاً للسيناريو «المصرى» المعتاد!.