هل نحن «نتسلى» كما تصور مبارك؟
عندما فاتح بعض من أعضاء مجلس الشعب المنحل الرئيس المخلوع مبارك قبل ثورة 25 يناير عند مغادرته مقر المجلس فى أمر تشكيل كيانات موازية لمجلس الشعب والوزارة القائمة، قال لمحدثيه: «خليهم يتسلوا»!، وهكذا عبر الرئيس المخلوع عن مدى استهتاره وسخريته من نضال القوى المختلفة التى صدمتها انتخاباته المزورة بفجاجة اشمأز منها العالم الخارجى
قبل الشعب المصرى!، ولم يكن لفرط إحساسه بغرور القوة واطمئنانه لعصبة «رجاله»الذين يفعلون ما يريده بدقة وفجور يحسدون عليه.. لم يكن يدرى أن كل ما تصوره «تسلية» كان الطريق إلى ذهابه برجاله ونظامه كاملاً إلى الانهيار الكامل!، الآن وبعد مرور شهور امتدت لقرابة العام يشعر المرء ـ وبكل الأسف ـ أن الوقت لا حساب له عندنا!، وأن صناع الثورة قد تركوا أهدافها لتنهبها طوفانات لا تتوقف من الثرثرة تنعقد وتفض لتعود إلى الانعقاد دون الوصول إلى نتيجة محددة يعلن عنها فى أعقاب انقضاض هذه المنتديات أو بعضها وقد تحقق هدف واحد!، حتى الأهداف البديهية التى تتحقق بسقوط أى نظام والثورة عليه بات واضحاً أنها أهداف عصية المنال، فها نحن نرى مصر تعيش بلا دستور!، وهى الزاخرة بجيش جرار من فقهاء الدساتير الذين كانوا وراء وضع الدساتير لغيرنا!، وغاية ما أنجزناه فى المجال الدستورى تشكيل لجنة مؤقتة لتعديل الدستور الذى كان قائماً ثم إجراء استفتاء شعبى على ما انتهت إليه اللجنة من التعديلات!، وقد أشبعت هذه التعديلات فى أعقاب إعلانها، نقداً ومآخذ وملاحظات لم تؤخذ فى الاعتبار!، بل كان التصميم على عقد الاستفتاء المقرر!، ثم كان الإيذان بحرية تكوين الأحزاب المستجدة، والاعتراف بالجماعات التى كانت محظورة فأصبح لها الظهور والعمل والجناح السياسى