رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيف يحكم مخبول شعباً؟!

كثيرون مثلى لم يأخذوا يوماً الأخ العقيد القذافى على محمل الجد!، وقد فرغت من اكتشاف شخصية هزلية فى سلوكياتها وسياساتها إلى الحد الذى جعلنى أتوقف مبكراً جداً عن متابعة ما يقول ويفعل!،

اللهم إلا بالقدر الذى كان يفاجئ به مصر بين الحين والحين «بزعبرة» أو «صخبة» أو «خناقة» كلها بمعنى واحد عند أهل الشام والمصريين، وكان هذا القدر من الاهتمام مرجعه إلى الأعباء الجسام التى تتحملها مصر من خلال «الغلابة» المصريين الذين يعملون فى مزرعة القذافى أو عزبته «ليبيا»!، عند هذه ـ وقد تكررت ـ تغلق الحدود وتفرض الموانع ضد المصريين داخل ليبيا!، ويبدأ الترحيل إلى الموطن الأصلى مصر!، وإذا بزيادة «أحذية» من تلك الزيارات ذات القبلات والأحضان يعلن بعدها انتهاء «الزعبرة» وزوال «الجفوة العارضة» بعودة الذين تركوا عزبة القذافى وعودتهم للعمل فيها!، فيزول عندى الاهتمام بهذا الهزلى الهازل إلى حين «زعبرة» أو «جفوة» جديدة!، حتى إن مسلسل العلاقات المصرية الليبية بات مسئولية ليبية من خلال منسق ليبى هو «أحمد قذاف الدم»، ومن الجانب المصرى قطب النظام الذى سقط «صفوت الشريف» الذى كان سريع الطيران إلى ليبيا!، أو مقابلة له مع المنسق الليبي!، وإن كنت لا أنكر أن القذافى كان يمتعنى بين الفينة والفينة بخطاب رسمى له فى محفل من المحافل الدولية يهذى فيه ببعض مما كان يمتع غيرى من الذين كتب عليهم من الساسة الأجانب حضور ما يخطبه من الهزيان والأفكار التى تؤكد أنك أمام مخبول لا يستقيم له عقل!، بل هو فى معظم الأحيان يطلع على الناس بفكرة يكلفه تنفيذها الكثير من أموال الشعب الليبى، كأن يعلن نفسه ملك حكام أفريقيا!، أو أن ليبيا هى الجماهيرية العظمي!، بل لست أعود إلى الوراء قليلاً من تاريخه الطويل فى حكم مزرعته، وقد تابع العالم كله كيف

أصبح أمين عام جميع جبهات التحرير حتى إنه كان يمول جبهة تحرير أيرلندا!، أو نسف الطائرات التى دفع من بعد تعويضات هائلة عنها لمستحقيها من الأمريكيين والأوروبيين الذى كان يردد دائماً أنهم من ألد أعدائه!، أو هو المرتحل بخيمته وحرسه من الفاتنات الأفريقيات، أو أو إلى آخر ما يظهر به من أزياء غريبة أولى بارتدائها مهرج فى سيرك!
وعندما طالعت جثته على شاشات التليفزيون وفى الصحف!، لم يفاجئنى مصيره!، وكيف لمهرج كهذا أن يتقى مصيره وقد خرج عليه الشعب الليبى الذى لم ينس أنه يحكمه باطشاً به لمدة تجاوزت الأربعين عاماً!، لم تسعفه فكرة واحدة تنقذ عظمته من القتل بعد اختباء في ماسورة صرف صحى، لكننى أقسم أنه قد استهلك من عقلى التفكير ليلة كاملة، هذا الذى عاش عقلى يهمله كلية ـ وأنا أطيل التفكير فى كيف حكم هذا الهازل شعباً كاملاً لكل هذه السنين، كأنما كان هو العائل الرشيد الوحيد فى هذا الشعب!، شعب عربى فيه المواهب الفنية والأدبية والمفكرون والعلماء، هذا الشعب كل أبنائه العقلاء فروا من بطش حاكم مخبول!، فلم يبق فى «العزبة» الليبية غير القذافى والأصفياء والخلان!، وملايين تتلمظ وتثور لتقتل أخيراً صاحب العزبة سارقها!