رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مكلمخانة

الذي يحدث حالياً‮ ‬من ردود الأفعال الغاضبة المتوترة القبطية هو المطلوب بالضبط‮!! ‬فهو الذي قصد إليه وهدف لحدوثه الذين خططوا ودبروا إلقاء المتفجرات علي كنيسة القديسين بالإسكندرية،‮ ‬بل المطلوب أن تنفجر مصر من الداخل،‮ ‬بجماهير محتقنة أصلاً‮ ‬وتعاني مشاعر الإحساس بالظلم،‮ ‬والانشغال عن الملفات المفتوحة،‮ ‬وإلقاء الماء علي سخونتها لا يعني أننا قد تخلصنا من جروحها أو آثارها الجانبية التي يزيدها التجاهل تفاعلاً‮ ‬سلبياً‮ ‬يجعل انفجارها متوقعاً‮ ‬عند أول اختبار،‮ ‬حتي إن الغاضبين المحتجين قد جعلوا من مأساة قتل أبرياء الكنيسة رافداً‮ ‬من روافد إحساس عميق بالإهانة،‮ ‬وربطوا بين استحقاقات كثيرة لهم لا تجد استجابة،‮ ‬وبين حادث بشع وجريمة نكراء مما جعل حماية جماهير الأقباط في أماكن عبادتهم،‮ ‬الأمر الذي لم يلق العناية الواجبة.

‬بل هناك من الغاضبين من رأي أن درء وقوع هذا الحادث ومنعه من الأساس كان ممكناً‮ ‬لو أن عناية الأمن شملت كنيسة القديسين وغيرها من كنائس مصر في احتفال أعياد الميلاد كمناسبة يحتشد فيها بعض من أبناء الوطن للاحتفال،‮ ‬وعندما تقع الواقعة ينفجر الغضب الذي أهاج كل الشجون واللواعج الدفينة،‮ ‬لا تغني فيها المجاملات التي اعتدنا عليها في مثل هذه الحوادث المؤسفة التي رحنا نطلق عليها هذه التسمية التي تتداوي فيها الجراح بدعوات المؤاكلة المشتركة،‮ ‬والعنان والقبلات بين رموزنا الدينية،‮ ‬وكأن هذا من إبداع الذين يرتبون كل ذلك‮!‬،‮ ‬وكأننا لا نأكل معاً‮ ‬ونتعانق

كل يوم صباح مساء،‮ ‬وكأننا لا نتاجر مع بعضنا،‮ ‬وندافع معاً‮ ‬عن هذا الوطن ونبذل الدماء من أجله،‮ ‬وكأننا لا ينقصنا في حياتنا سوي أن نأكل ونشرب ونتعانق معاً‮!‬

إن الأمر في واقعه لم يعد في حاجة إلي كل ذلك،‮ ‬الأمر في حاجة إلي سياسة يمارسها رجال يعكفون علي فتح الملفات بجدية وحسم،‮ ‬والاعتراف أولاً‮ ‬بأن سوء السياسات هو ما يجعلنا دائماً‮ ‬عرضة للاختراق من جانب الإرهاب الدولي والمتهوسين،‮ ‬وعلينا إغلاق ملف التعصب الذي أصبح يبث في أسماعنا وآذاننا كل يوم سموم الانقسام،‮ ‬نحن وطن واحد بمن يعيشون فيه ولكن كيف؟‮.. ‬ونحن نحب إخوة لنا بحقوق المواطنة التي يجب ألا تظل حتي الآن عند الناس لغزاً‮ ‬مبهماً،‮ ‬ونحن لابد لنا من تمثيل عادل مشرف لا يستبعد أي فريق أو طائفة من الأمة من مناقشات أو تداول الرأي فيما يكفل صلاح الأمة،‮ ‬ومن هذا المنطلق يمكننا تفهم دواعي‮ ‬غضب الناخبين‮.‬