رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وماذا بعد تسعيرة اللحمة؟

ظهرت خلال الفترة الماضية الكثير من الحملات المطالبة بمقاطعة اللحوم بسبب المغالاة فى أسعارها، بعض هذه الحملات اختارت الفضاء الإلكترونى -الفيس بوك- كى تنفذ منه إلى الناس وتحاول أن تصل بصوتها للمسئولين،

منها حملة «كلنا جعانين لمقاطعة اللحوم» وحملة «المصرى اللى على حق يقول للحمة لا» مطالبين بالتصدى لجشع التجار، وأشارت إحدى هذه الحملات إلى أن أهالى الصعيد يأكلون اللحم مرة واحدة شهريا، الأمر الذى يستوجب تدخل الحكومة فورا لضبط السوق لإنقاذ المستهلك من براثن جشع التجار.
إذا كانت الحكومة ممثلة فى وزارة التموين انتفضت من أجل ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة وانحازت للمواطن البسيط معلنة الأسعار الاسترشادية الملزمة للتجار -حسب كلام وزير التموين- والذى أكد أن عدم التزام التجار بالأسعار الاسترشادية يعد مخالفة للقانون، فإن اللحوم لا تقل أهمية عن الخضراوات والفاكهة خاصة بعد أن أثبتت إحدى الدراسات الاقتصادية أن 75 % من المصريين لا يأكلون اللحوم الحمراء.
والغريب أن كيلو اللحم فى الكثير من محافظات الجمهورية والقرى الريفية يباع بـ 40 جنيها بينما يصل بقدرة قادر إلى 100 جنيه فى الأحياء الراقية و65 جنيها فى الأسواق الشعبية، وهنا يتذرع القصابون «الجزارون» بحجج واهية منها ارتفاع أسعار الأعلاف وزيادة تكلفة النقل.
وعلى الرغم من أن المجمعات الاستهلاكية تطرح اللحوم بأسعار مخفضة تبدأ من 30 جنيها بالإضافة إلى شوادر اللحوم.. فإنه فى الحقيقة هذه خطوات محمودة إلا أنها ليست كافية فإذا عرفنا أن إجمالى عدد المجمعات

الاستهلاكية التى تطرح اللحوم المخفضة 1200 مجمع، فى حين أن إجمالى عدد السكان وصل إلى حوالى 85 مليون نسمة فإن نصيب الفرد من لحوم المجمعات لا يتجاوز عدة جرامات.
ونحن لا نطالب بفرض التسعيرة بغرض الانتقام من التجار الذين ما تسببوا كثيرا فى حرمان المواطن البسيط من اللحم ولكن من أجل العدالة الاجتماعية، وكالعادة فإن الجزارين يتذرعون بحجج واهية منها ارتفاع أسعار الأعلاف والنقل وغيره.
والتسعيرة الجبرية أو مقاطعة اللحوم ليست بدعة أو خرافة فقد سبق أن أعلن الرئيس السادات من قبل مقاطعة اللحوم وبالفعل نجحت التجربة وأجبر التجار على خفض الأسعار فى وقتها، حيث كانت الزيادة لا تتجاوز 40 قرشا، لأن الكيلو يساوى 50 قرشاً ارتفع إلى 90 قرشا فقط.
والآن بعد أن وصل كيلو اللحم إلى 100 جنيه، فهل تتحرك الحكومة لضبط سوق اللحوم، أم تترك المواطن لوحوش السوق ونحن على مشارف عيد الأضحى.
ولم يعد يفرق بيننا وبين عيد الأضحى سوى 5 أيام.