حسن بن سالم يكتب : «عاصفة الحزم».. انتصار للشرعية ورد على التطاول الإيراني
< ها="" هي="" الرياض="" وبقيادة="" الملك="" سلمان="" بن="" عبدالعزيز،="" وعبر="" الضربة="" الجوية="" التي="" أطلق="" عليها="" مسمى="" «عاصفة="" الحزم»؛="" تلبية="" لنداء="" وطلب="" الرئيس="" الشرعي="" لليمن،="" وانسجاماً="" مع="" المواثيق="" الدولية="" حول="" الشرعية="" في="" اليمن،="" ترسم="" خطوطاً="" إستراتيجية="" عربية="" جديدة="" للتعامل="" مع="" التحدّيات="" والأخطار="" المحدقة="" بالمنطقة،="" وتحديداً="" تجاه="" التوغل="" والتمدد="" الإيراني،="">
التي لم تعد معنية كثيراً بممارسة «التقية» السياسية في عالم اليوم، فنفوذها وسطوتها التي امتدت من لبنان إلى العراق، مروراً بسورية، باتت تسمح لها بالحديث بصوت مرتفع، وتعلن، بلا أدنى مواربة، عن وجودها في عواصم تلك الدول.
وباتت يد تدخلها طويلة بطول امتداد تلك الحدود، ولكن ما أن وصل الأمر إلى خاصرة المملكة وعمقها الاستراتيجي الأهم وحديقتها الخلفية بلاد اليمن، وذلك عبر ممثليهم من جماعة وميليشيات الحوثي، الذين نسفوا وأفشلوا وبدعم علي عبدالله صالح المبادرة الخليجية للحل وللتسوية في اليمن، وفضلوا السير على طريق التمرد المسلح والتخريب والقتل والخطف، ورفض قرارات مجلس الأمن، ودعوات مجلس التعاون، ونداءات الزعامة اليمنية الشرعية، والانسياق وراء التوجهات والأوامر الإيرانية، التي لم تدخل بلداً إلا وقد حلت فيه الطائفية والقتل والدمار؛ في سبيل تحقيق أطماعها التوسعية.
ففي بلاد اليمن بلغت الأحداث والتطورات مبلغاً لم يعد بإمكان الرياض التغاضي عنه، إذ أكدت مصادر السعودية أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان حذر نجل الرئيس اليمني السابق من مواصلة السير والتقدم إلى عدن. وجاء تحذير الأمير محمد بن سلمان لأحمد علي صالح في وقت كانت قوات الحوثيين تحاول التقدم من أجل احتلال عدن، فكان لابد من وقفة حازمة تجاه تلك الغطرسة والتوغل الإيراني الذي كاد يوشك على التهام منطقة جديدة عبر وكلائها الحوثيين، وقد ترجمت المملكة موقفها من ذلك وبصورة عملية عبر عملية عاصفة الحزم، التي جاءت لصد وردع ميليشات الحوثي عما ارتكبته في حق الشعب اليمني، عبر استيلائها بالقوة على السلطة الشرعية وعلى معظم محافظات ومدن اليمن الحيوية، ونهب أسلحة الجيش الوطني اليمني، وأموال الدولة، التحرك والتحالف العسكري الذي قادته السعودية، حظي بغطاء عربي وإسلامي واسع، وبتأييد دولي.
إذ عبّرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن دعم العملية، كما أعربت تركيا وباكستان عن تأييدهما للتحرك السعودي في اليمن. هذا التحالف والزخم من التأييد والدعم كان رسالة ردع قاسية لإيران؛ بأن المملكة ودول الخليج تحظى بتضامن عربي وإسلامي ودولي واسع، وأنها تملك قدرات ردع كافية لكل ما من شأنه تهديد أمنها القومي، وأنها لن تسمح بتكرار التجربة اللبنانية مع «حزب الله» على حدودها في الجزيرة العربية.
إن هذه العملية العسكرية هدفها بالأساس كما أعلن هو توجيه ضربة عسكرية إلى قواعد المليشيات الحوثية وأماكن تمركزهم في اليمن وتدمير أنظمة الدفاع الجوي ومخازن الأسلحة وبطاريات الصواريخ والطائرات الحربية، ونزع الميزة العسكرية أو السلاح لدى تحالف الحوثيين وصالح، والتي يهددون بها
إن عملية عاصفة الحزم هي ميلاد وتدشين لواقع جديد يصنع على يد الملك سلمان، بأن المملكة والمنطقة لا يمكنهما أن تحتملا أكثرَ السياسة التوسعية الإيرانية المستفزة، وأن المملكة بإمكانها أن تقود وتحشد، وأن تغير مع حلفائها الوضع السيئ المهترئ، الذي يسير نحو الإضرار بدول المنطقة وشعوبها، بسبب التدخل والتوسع الإيراني.
نقلا عن صحيفة الحياة