رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يحيى الجمل يكتب : نتنياهو فوق الكونغرس

يحيى الجمل
يحيى الجمل

يقول علماء البلاغة: إن حذف المعلوم جائز ولذلك فإن أصل العبارة هو نتنياهو فوق منصة الكونغرس، ولكني قصدت أن أقول: إن نتنياهو فوق الكونغرس الأميركي وفوق الرئيس وفوق القانون الدولي وفوق قرارات الشرعية الدولية وفوق كل شيء في هذا العالم؛ لأنه رئيس وزراء إسرائيل.

وأنا أكتب هذا المقال كنت اظن انه بعد فتح صناديق الاقتراع في إسرائيل لانتخابات الكنيست الإسرائيلي وبعد ست سنوات على حكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فأن احتمالات خسارته هذا المنصب واردة أكثر من أي وقت مضى، وهو ما كان سيتيح لحزب المعسكر الصهيوني الوسطي بزعامة إسحق هرتسرغ بالتقدم في هذه الانتخابات البرلمانية وكنا نرجو أن يتغير الوضع قليلاً بالنسبة للقضية الفلسطينية إلى الأفضل، وهذا لم يثبت اذ عاد الليكود و نتنياهو.

وأتذكر خطابه في الكونغرس وقد عبر نتنياهو عن ذلك كله فى خطاب متعال بل متجبر أمام الكونغرس الأميركي، الذي قوطع بأربعة وعشرين تصفيقاً وأعضاء الكونغرس واقفون احتراماً وإجلالاً لزعيم العالم بنيامين نتنياهو.

أليس هذا عالم تعساً؟ لأن الصهيونية تسيطر على المال والإعلام في الولايات المتحدة الأميركية ولأن اللوبي اليهودي قادر على التأثير في انتخابات الرئاسة وانتخابات أعضاء الكونغرس فإن كل القيم والمبادئ تداس بالأقدام، وكل قرار ينحاز إلى جانب الحق الفلسطيني الواضح، يعطله الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، وهذا الفيتو لم يستعمل في الأغلب الأعم إلا لتعطيل القرارات التي تدين إسرائيل أو تنصف العرب.

حقاً إنه عالم تعس، يقف نتنياهو أمام المشرعين الأميركيين ويقول إنه لن يفكك المستوطنات التي وصفت أكثر من مرة – من قبل الأميركيين أنفسهم – بأنها غير شرعية ويقول نتنياهو إن هذه البؤر الاستيطانية أصبحت أرضاً إسرائيلية يقيم عليها يهود بعد أن طردوا سكانها الأصليين من الفلسطينيين ومع ذلك أعضاء الكونغرس مباركون لما يقوله زعيم العالم بنيامين نتنياهو.

ويدافع نتنياهو بكل صلف وغرور عن يهودية الدولة بمعنى عنصريتها وعدم قيامها على مبدأ المواطنة وإنما على أساس الدين والعرق، الأمر الذي يرفضه العالم بكل نظمه السياسية وترفضه كل المبادئ القانونية وترفضه القيم الأميركية الأصيلة، ومع ذلك يصفق أعضاء الكونغرس واقفين!

ويرفض نتنياهو أن تكون القدس عاصمة لدولتين – حتى مهما كان القسم العربي صغيراً محيطاً بالأماكن المقدسة: قبة الصخرة وكنيسة القيامة – ويصمم على أن إسرائيل قررت على غير رغبة المجتمع الدولي كله أن القدس هي العاصمة الأبدية الموحدة لدولة إسرائيل.

هنا أجد ضرورة لكلام مهم، للشعب الفلسطيني ومؤسساته ولمصر؛ أما الإخوة الفلسطينيون فأقول لهم: احرصوا على وحدتكم وعضوا عليها بالنواجذ فعدوكم لا يريد وحدتكم وإنما يراهن على تشرذمكم، هذا من ناحية، وناحية أخرى، حاولوا أن تكسبوا الرأي العام العالمي لجانبكم وقد بدأ الرأي العام العالمي بتحول ببطيء نحو فهم مطالبكم المشروعة.

واجعلوا النضال والمقاومة نصب أعينكم باعتبارها الخيار الأخير إذا فشلت كل الخيارات الأخرى. أما بالنسبة لمصر التي عادت لتعرف انتماءها العربي القومي وتعتز به فأحب أن أقول: إن القضية الفلسطينية بالنسبة لنا ليست مجرد قضية عربية محورية وإنما هي أيضاً بالنسبة لمصر قضية أمن قومي.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية