عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفتاح شعيب يكتب: مصر تصنع الحياة

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد انتهاء أعمال مؤتمر شرم الشيخ وإبرام صفقات بعشرات مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد، يحق للمصريين أن يتفاءلوا خيراً بالمستقبل، وأن يظهروا من العزيمة ما يمكنهم من تغيير وجه بلادهم إلى ما كانوا يطمحون إليه من أجيال، فهذه الفرصة لا يجب أن تفوت لأنها لن تتكرر أبداً بالصورة التي بدت عليها.


الحضور الدولي الكبير في مؤتمر شرم الشيخ كان استفتاء على مكانة مصر في الوطن العربي والعالم، كما كان استفتاء دولياً على شرعية ثورة "30 يونيو"، ورداً بليغاً على كل الجهات التي تنتقص من تلك الثورة، وما أنجز بعدها من خطوات من ضمنها الانتخابات الرئاسية، وفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بثقة الشعب . بعد مؤتمر شرم الشيخ وما أثمره من صفقات ومشروعات ضخمة، بعضها غير متوقع، تعززت شرعية الثورة والسيسي، كما عظّمت المسؤولية على الجميع لبدء تنفيذ المشروعات الطموحة وفتح الآفاق أمام الملايين الذين يستعجلون القطاف في أقرب وقت . وبحسب ما تجلى في مؤتمر دعم تنمية الاقتصاد، فإن كل المسؤولين المصريين وأولهم الرئيس السيسي بدوا في عجلة من الأمر لتحويل مجسمات مشروعات التنمية إلى واقع، وأول تلك المشاريع العاصمة الإدارية التي ستكون مدينة فريدة في فضائها وإضافة إلى الرصيد المعماري المصري الزاخر بالشواهد الخالدة منذ مهد التاريخ . وللمرء أن يتخيل صورة مصر بعد عشر سنوات من الآن، فالأرجح أنها ستكون مختلفة عن السائدة في الوقت الراهن وأكثر إقناعاً بأن مصر تتقدم إلى المستقبل ولا تقف ضائعة وسط التقلبات .
كل من تابع المؤتمر الاقتصادي يقتنع بأن المأمول إنجازه ليس أمراً هيناً . ولا مغالاة في القول إن المهمة التنموية التي ستتصدى لها مصر ستكون أكبر معركة تواجهها في تاريخها الحديث، وما يجعل من

هذه المعركة ذات خصوصية أنها تجري في أوضاع غير مثالية من ناحية الأمن الإقليمي . فما ستبدأ مصر في إنجازه تهدده جماعات الإرهاب في الداخل وخطابات التشكيك والتشويه المتفشية في منابر إعلامية افتضح أمرها ولا تستحي من النعيق على الأيام الخوالي . فالإخوان وأشياعهم ومن يدعمهم في المنطقة تلقوا بانعقاد مؤتمر شرم الشيخ صفعة قوية، وهم الذين راهنوا على فشله وإفساده بالتحريض على العنف وإشاعة التقارير المغرضة عن انعدام الأمن واستشراء الفساد، ولكن تلك الحملات ارتدت على مطلقيها وانعقد مؤتمر شرم الشيخ بنجاح باهر وفي أجواء آمنة، ولن يطول الوقت حتى تتغير لهجة بعض التقارير الغربية لتكشف صورة مصر كما هي وليس كما يرسمها الإعلام الموبوء بفيروس الإخوان والتشدد .
المصريون اليوم أكثر قدرة على الإنجاز وقوة للمغامرة، ولا خيار أمامهم سوى العمل وتغيير واقعهم . وفي ظل الدعم العربي والدولي الذي تلقوه، عليهم أن يثبتوا أنهم أهل لثقة العالم، وأنهم صناع حضارة وحياة، وستكون نتائج مؤتمر شرم الشيخ بداية فعلية لنهضة مصر وعهداً سعيداً يحل عليها بعد عقود طويلة من الترنح والبقاء على الهامش .

نقلا عن صحيفة الخليج