عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسن علي كرم يكتب : قوة مصرية داعمة ﻷمن الخليج.. أين العدو؟!

بوابة الوفد الإلكترونية

في تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي ل«العربية نت» ان وزير الخارجية المصرية سامح شكري أعلن عن وجود أفكار بشأن تشكيل قوة عربية موحدة(؟؟) لحماية أمن الخليج واﻷردن.. «أنا أجهل من أبو جهل في الاستراتيجيات العسكرية ولكن من حقي كمواطن خليجي ومن أبناء هذه المنطقة الخليجية ان أتساءل وبعفوية مطلقة أين العدو الذي يجهز لالتهام الخليج بمن فيه وما فيه بأرضه ومائه ونفطه وناسه؟.

أنا ﻻ أرى الا ان هناك من يريد ﻷمر ﻻ علاقة له بما يسمى حماية أمن الخليج للوجود الدائم في البلدان الخليجية النفطية بذريعة حماية أمن الخليج».
لم يشهد الخليج في تاريخه الحديث وﻻ سيما في القرنين اﻷخيرين أي عدوان أو صراع خارجي. ما عدا الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت والذي ﻻ يمكن ان نسميه عدوانا خارجيا وانما مطامع عراقية وما زالت متأصلة في نفوس بعض العراقيين بتأثير اﻷوهام الخادعة والجهل في التاريخ، على الرغم من كل المآسي التي كانت ومازالت يجترعها العراقيون جراء العدوان الصدامي على الكويت.ولقد رأينا كيف ان الغزو واﻻحتلال العراقي للكويت قد أرعب المنطقة والعالم، اﻷمر الذي لم يكن من بد سوى تحرير الكويت ودحر العدو العراقي الغاشم.و هذا العدوان قد أثبت بلا مراء ان أمن الخليج كل ﻻ يتجزأ وان ما يصيب الكويت يصيب عمان وبالعكس، لذلك فالخوف على أمن الخليج هو خوف على اﻷمن العالمي.
ان الانجليز عندما ربطوا مشيخات المنطقة الخليجية بمعاهدات الحماية في القرنين الماضيين لم يكن بقصد الاحتلال والهيمنة على اﻷرض وامتصاص خيراتها كما حصل للكثير من المستعمرات في آسيا وأفريقيا وبقية أصقاع العالم وانما ادرك اﻷنجليز مبكرا أهمية هذه المنطقة في الحفاظ على مصالحهم في بقية مستعمراتهم، لذلك وجدنا بعدما تراجعت مصالحهم في المنطقة انسحبوا منهين معاهدات الحماية مع المشيخات ومنحها أستقلالها، معاهدات الحماية الانجليزية للدول الخليجية لم تكن احتلاﻻ وﻻ استعمارا وﻻ استغلاﻻ لثرواتها ونهبا لخيراتها بدليل لم يكن في البلدان الخليجية أي وجود استعماري أو عسكري كما كانت الحال في مصر والعراق وعدن والهند وغيرها من المستعمرات.
من هنا نفيد القول بأن القوى الكبرى مدركة ﻷمن الخليج ومدركة لأهمية موقع الخليج وتوسطه بين الشرق والغرب، والقضية هنا ﻻ تختزل بالنفط وبالموقع، لذلك فالقوى الكبرى سواء كانت القوى الراهنة أمريكا وحليفاتها أو قوى

مستجدة تبقى مسؤولة مسؤولية كاملة عن أمن وحماية الدول الخليجية وغزو الكويت مثاﻻ.
ان الخليج لن يتعرض لعدوان خارجي طالما بقي أمنه مرهونا باﻷمن العالمي وطالما بقيت كل الدول حريصة على أمن الخليج باعتباره جزءا من اﻻستقرار العالمي، وحتى ايران ان كان هناك من يتوهم مطامع ايرانية في البلدان الخليجية بمعنى التوسع والاحتلال فايران ليست جاهلة أو غائبة عن ردات فعل القوى الكبرى وتاريخ ايران الحديث لم يسجل حروبا أو عدوانا على الجوار بالاحتلال والهيمنة الاستعمارية، وكلنا يعرف ان الحرب العراقية اﻷيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي بدأها العراقيون بأوهام خادعة، مثلما عدوانهم على الكويت بأوهام خادعة وحدث ما حدث.
ان الخليج لن يطوله عدوان خارجي ﻷنه ﻻ مكان هنا لعدوان يأتي من الخارج وانما المخاطر التي قد يتعرض لها الخليج تبقى من الداخل بمعنى التنظيمات المتطرفة والراديكالية قد تستهدف اﻷنظمة القائمة، ولعل مسؤولية اﻷمن الداخلي للبلدان الخليجية تظل مسؤولية داخلية من شرطة وجيش وطني، ومن هنا فاستضافة قوات خارجية بصرف النظر عن هوية هذه القوات المستضافة تظل غير مرغوبة محليا بل ربما قد يزيد الوضع اﻷمني تعقيدا.
ان اعداد ما تسمى قوة عربية ﻷمن الخليج اذا كان بمعنى الوجود الدائم لتلك القوات لترابط في البلدان الخليحية ويتولى الخليجيون الصرف عليها فهذا من قبيل الاستغلال لمسألة غير موجودة الا في مخيلة البعض.
الخليج ﻻ يريد قوة خارجية بذريعة الحماية فامن الخليج كفيل به اﻷمن العالمي واﻷمن الخليجي كفيل به أبناؤه، وغير ذلك استغلال لمسألة ﻻ وجود لها.

نقلا عن صحيفة الوطن