رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هاني الظاهري يكتب : ضرب العلاقات السعودية-المصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن المحاولات الحثيثة التي تبذلها جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها تنظيم «الإخوان» المشرد في أصقاع الأرض؛ لضرب العلاقات السعودية-المصرية لن تتوقف قريباً، فالمعطيات والدلائل جميعها تؤكد عودة بعض القوى الإقليمية التي تقتات على التآمر وطعن الجيران؛

لدعم كل ما يعكِّر هذه العلاقات لغايات سياسية لا تستهدف مصر وحدها، بل تستهدف المملكة بشكل مباشر؛ كونها تمثل العمق الاستراتيجي للأمن القومي العربي، في مواجهة الأخطبوط الطائفي الساعي إلى السيطرة على المنطقة بمساعدة شريكه «الإخواني»، الذي ما فتئ يمهد له الأوضاع السياسية؛ لفرض أجندته في كل دولة يمتد إليها كما حدث في اليمن أخيراً.
بالأمس، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن علاقة المملكة بمصر أكبر من أي محاولةٍ لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين، موضحاً أن موقف السعودية تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لن يتغير. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، تلقاه من الرئيس المصري بعد ساعات قليلة من بث وسائل إعلام «وظيفية» ما وصفته بالتسريبات المصرية المسيئة إلى دول الخليج، متوقعة بسذاجة سياسية متناهية أنها بذلك ستضرب ضربتها التاريخية؛ لإرباك الحلفاء في المنطقة، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على العقلية الطفولية التي تدير بها القوى الداعمة لجماعة «الإخوان» سياساتها ومؤامراتها.
هذه القوى ذات السياسات البدائية، تعتقد بأن العلاقات القائمة على استراتيجيات أمنية وقومية بعيدة المدى بين الدول يمكن أن تتأثر بوشاية شخصية ملفَّقة من هنا أو هناك؛ لأنها لم تتجاوز -على رغم كل الأحداث الشنيعة في العالم العربي، منذ أكثر من أربعة أعوام- عقلية «الطعن

والتدمير»، التي أسقطتها هي ومشاريعها السياسية في هوة سحيقة، أجبرتها على الدخول في سبات موقت تعتقد بأنها أفاقت منه حالياً.
السعودية، الحليف الأقوى لمصر، تدرك جيداً اليوم أن الخطر الحقيقي المتربص بالأمن العربي ككل قادم من شرق الخليج العربي، لا غرب البحر الأحمر، صحيح أن مصر كادت تنزلق في مخطط مؤامراتي دولي لحصار المملكة جغرافياً إبان سيطرة تنظيم الإخوان عليها ورئاسة مندوبهم «مرسي»، لكن القوى الوطنية المصرية ممثلة في الشعب والجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي أحرقت أوراق المؤامرة، ولفظت قادتها بين عشية وضحاها، وأعادت القاهرة إلى حضن الرياض، ما سبب صدمة كبيرة ارتد صداها في العالم من شرقه إلى غربه، ولولا الموقف السعودي الصلب -حينها- لدعم خيار الشعب المصري؛ لأوقفت الضغوطات الدولية هذا التغيير التاريخي، وبالطبع هذه مسألة لا يفهمها ذوو الهوى الإخواني، الذين طاروا فرحاً بما اعتقدوا بأنه «إسفين» جديد يُدق بين السعودية ومصر عبر قنوات مريضة، هي الأكثر عداء للسعودية منذ انطلاق بثها حتى اليوم، والغد أيضاً.
نقلا عن صحيفة الحياة