رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سعد المهدى يكتب : الشباب.. ذراع الملك سلمان نحو المستقبل

بوابة الوفد الإلكترونية

أحزان الأيام الماضية التي كست الوجوه، لم تكن فقط دليل حجم الفقد الذي حل ببلادنا، لرحيل قائدها، وحبيبها، الملك عبد الله بن عبد العزيز، فالحزن أكبر من ذلك بكثير، والألم أعمق،، ولولا سحائب الإيمان التي تصب داخل النفوس المؤمنة ماء الصبر والاحتساب لأصابها الجزع،

كذلك لعلمها بأنه لو مات فيها سيد، قام فيه سيد، والتاريخ شاهد بذلك، والعالم الذي اهتز لوقع المصاب خبره مرارا وأقر به.
على صعيد الشباب والرياضة، كان الراحل العظيم الملك عبد الله بن عبد العزيز في القلب من كل ما له علاقة ببنائه، وتنميته، وتطويره، والشواهد كثيرة، ثم حماية ذلك، وهي المرحلة التي قد يغفل البعض عن تثمين دورها، في الحفاظ على ذلك كله، بل قد تتعدى في أهميتها وضرورتها البناء نفسه، وقد ظهر في مواقف مشهودة، وخطب مشهورة، في مراحل حياته وسنوات حكمه (رحمه الله)، تجلت في توصيفه الدقيق لما يجب أن يكون عليه الشباب، في خدمة دينهم، ووطنهم، والإسهام مع قيادتهم في صون البلاد من أعدائه، سواء كانوا من الداخل أو الخارج.
كان مثلا برنامج الابتعاث وإصراره على عدم توقفه، بل وأضاف إليه الدارسين على حسابهم، ممن تثبت أحقيتهم وجدارتهم بالانضمام إليه، والحزم مع من يرتكبون أعمالا إرهابية، ضد مصالح البلاد ومواطنيه، وفي نفس الوقت العمل على التحصين من أسبابه، وفتح فرص التوبة بالمراجعات للأفكار والتصورات المنحرفة بالحوار، والإنفاق بسخاء على مشاريع التنمية لتعزيز البنية التحتية، مع ضبط المصاريف ومتابعتها ومراقبتها، نحو أعلى درجة من النزاهة، والتشجيع على التفوق والإنجاز الجماعي والفردي،، مع المحاسبة حال التقصير أو العجز، هذه المسؤولية في الأداء والأبوة في التنفيذ ميزت المرحلة، وخلقت هذا الفائض من الحب العفوي، الذي عبر عنه أبناء الشعب، وشاركتهم إياه شعوب عربية، وإسلامية، كان للفقيد العظيم معهم مواقف ووقفات.
ومن نافلة القول التأكيد على أن هذه الدولة، وكما حباها المولى عز وجل بنعمة الإسلام، وخص أرضها بالرسالة المحمدية، ومن قبلها بيته الحرام، وجعله مأوى أفئدة المسلمين وقبلته، فإنه كذلك قيض لها من الرجال الذين يتواصلون على قيادتها، بنفس الثبات على القيم والتماشي مع ما هو مستجد، ويتواصون بشعبها الذي هم منه وفيه خيرا، ومن ذلك جاء استبشار هذا الشعب بتولي سلمان بن عبد العزيز الحكم ملكا على البلاد كخير عزاء وتأكيدا لتحقق هذه النعمة، وأقوى ضمان لمواصلة المسير، بل والتطلع إلى آفاق تنمية أكبر، وعيش أرغد، ودواما لاستقرار وأمن عاش في ظله الوطن منذ توحيده على يد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
ولأن الظروف الصعاب والمحن تظهر المعادن وأصل الشيء، ولأن كل ما واكب أيام الحزن الماضية جسد مشهدا تجلت فيه معاني الوحدة، وتعززت معه اللحمة بين الشعب والقيادة، وبين الشعب بعضه وبعض، وهي صور تتكرر في كل

مرة تلم فيه بالبلاد شدة أو عسرة أو ضيق، ولأنه التعبير الذي لا زيف فيه ولا مراءاة، ولأن هذا هو الطريق الصحيح والوحيد للحفاظ على ما تحقق وما نريد له أن يتحقق، ولأن الشباب الفاعل والمؤثر والساعد الباني والجسر الموصل، فإنني أرى أنها فرصة سانحة للوقوف مع النفس والمراجعة، وأخص ما يتعلق بالحراك الشبابي الرياضي على صعيد العمل والممارسة من منسوبيه، والإعلام المراقب والناقد، والجمهور المتابع والمناصر.
كونوا عونا لقيادتكم وما يظنه الملك سلمان فيكم، فأنتم ذراعه للمستقبل بالعمل والإخلاص، ودرع البلاد بالوعي بما يحيط بكم أو يراد لكم ممن لا يتمنون الخير لكم ولا لبلادكم، لا تظنوا أن العبث الصغير ليس أصل الفوضى، ولا أن عود الثقاب ليس سبب الحرائق الكبيرة، ابتعدوا عن التباغض باسم الأندية، فهو أول غيث أمطار الكره والفرقة، ولا تشجعوا مثيري الفتن، أو تسيروا وراء التهم المجانية الباطلة، ولا الظنون الكاذبة، والأقوال المرسلة، فما تعتقدونه تسلية أو لهوا ولعبا إنما هو خميرة الخراب وأول طرق الضياع. مارسوا الرياضة أكثر من مطاردتكم لنجومها، وشجعوا أنديتكم بدعمها بالعمل والعون، وأحبوا نجومكم حين يفعلون الصواب، وقوموهم إن أخطأوا، امنحوا المؤسسة الرياضية فرصة العمل، واصبروا عليها بالأمل، فهي الجهة الوحيدة والمخولة والقادرة، واجعلوا من دعمكم لنجومكم وأنديتكم خزان وقود لمنتخبات الوطن.
لقد ثبت وفي كل مرة أن الشباب والرياضيين بشكل عام، وهم من نسيج هذا المجتمع والكتلة الحية والنشطة فيه، أنقياء ومخلصون وواعون، وأن ما يجب التنبه إليه هو ما يلتف أو يلف حوله من خيوط لتحركه وتلعب به بأيدي بعض إعلاميين ووسائل الإعلام، أو من بعض من يسيطرون على هذا الإعلام والأندية معا، وأنه يمكن ببساطة الضرب على أيديهم وإزالة هذه الخيوط قبل أن تصبح حبالا، فما زالت أوهن من خيط العنكبوت، إن أردنا.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط