رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفتاح شعيب يكتب : جريمة نتنياهو الجديدة

بوابة الوفد الإلكترونية


زج رئيس حكومة الكيان "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بنفسه في مسيرة باريس العالمية للتنديد بالإرهاب زجاً، فهو لم يدع ولم يكن مرغوباً في وصوله، ولكنه تمرد على الأعراف الدبلوماسية وتجاوز البروتوكول وانحشر في الصف الأول من المسيرة منتحلاً، بكل صفاقة، موقف "الزعيم الحر" المنخرط في مواجهة الإرهاب، وهي صفة لا تليق به كقاتل في سجله قائمة طويلة من الجرائم ضد الإنسانية، آخرها سقوط المئات في غزة الصيف الماضي .

محاولة التخلص من عار تلك الجرائم التي تلاحقه، قد تكون من غايات نتنياهو عبر المشاركة عنوة في المسيرة الباريسية التاريخية، ولكن ما بدأت تثبته الوقائع أنه حاول أن يتقمص دور "المنقذ" ليهود أوروبا حين دعاهم إلى الرحيل إلى كيانه الغاصب في فلسطين المحتلة باعتباره "أكثر أمناً"، وبالتوازي مع دعوته المشبوهة طفقت الدوائر الصهيونية بمستويات مختلفة في إحماء حملات "الإسلاموفوبيا" في أوروبا . وقبل توجهه إلى باريس خاطب نتنياهو يهود فرنسا بقوله "إسرائيل هي وطنكم"، وسارع إلى تكليف لجنة وزارية بالعمل على جلبهم من عموم أوروبا، ولكن الرد سرعان ما جاء من رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي استنكر تلك الدعوة، فيما اعتبرت أوساط سياسية في باريس أن دعوة نتنياهو تستهدف ضرب النسيج الاجتماعي الفرنسي بمحاولة استمالة ثاني أكبر جالية في العالم بعد الولايات المتحدة للظفر بالبعض منها . ونفس المواقف الغاضبة ترددت في أكثر من عاصمة أوروبية مذكرة بمحاولات الصهيونية استثمار المصائب الأوروبية، ولوكانت بسيطة، لخدمة مشروعها، تماماً مثلما حدث بعد الحرب العالمية الثانية حين تم جلب عشرات آلاف اليهود من القارة المدمرة بإغراءات الأمن والمال والتملك .
بعد سبعين عاماً من ذلك العهد يحاول

نتنياهو بعد الاعتداء على متجر شرقي باريس ومقتل أربعة يهود أن يمارس الإغراءات ذاتها لإغراق الأرض المحتلة بالمزيد من "المهاجرين" وتدارك ما خلفته الهجرة المعاكسة التي بدأت منذ سنوات . ونتنياهو يتحرك ضمن مخطط للأحزاب اليمينية في الكيان يرمي إلى تعزيز معسكر اليمين الصهيوني المتطرف المنسجم طروحات "يهودية الدولة" والاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومصادرة حقوق معنوية وعينية كافح الفلسطينيون من أجل حمايتها طويلاً ومازالوا .
في هذا الإطار تفهم حملة نتنياهو ومسارعته إلى مسيرة باريس بلا دعوة، ورهانه على استقدام اليهود يوقع جريمة جديدة بالفلسطينيين، الذين يتعرضون إلى حملات تحريض مستمرة، فالبعض منهم، في نظر نتنياهو، "إرهابيون" في إشارة إلى فصائل المقاومة، وبعضهم الآخر "متمردون" على الشرعية الدولية، حين ذهبوا إلى مجلس الأمن طلباً لإنهاء الاحتلال أو حين انضموا إلى محكمة الجنايات الدولية . والتحريض مستمر، ولن يفوت الصهاينة فرصة أو مصيبة تحل بدولة أو أمة إلا ركبوها وعملوا على توظيفها بأي ثمن، وهذه هي الحال بعد تفجيرات باريس، ويتكرر الأمر نفسه إذا حصلت أحداث مشابهة .

نقلا عن صحيفة الخليج