رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد عبيد يكتب : الاغتيال والإدانة و”التنسيق”

بوابة الوفد الإلكترونية

لن تكون جريمة اغتيال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطيني زياد أبو عين، أول ولا آخر جريمة تصفية عن سابق إصرار في تاريخ الاحتلال "الإسرائيلي" الذي طالت جرائمه كل مقدس ومحرّم، ولم يتورع عن ارتكاب ما يندى له جبين الإنسانية من مجازر وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني خصوصاً، والشعوب العربية بشكل عام .

المكان بلدة ترمسعيا الواقعة إلى الشمال من رام الله، والمهددة أراضيها، وأراضي القرى المجاورة لها، بزحف التوسع الاستيطاني من أكثر من جهة، خصوصاً وأن عدداَ من المستوطنات الكبيرة يمتد على طول الطريق الواصلة بين رام الله ونابلس، التي تنتشر على طرفيها قرى فلسطينية عديدة، والمناسبة فعالية فلسطينية لتأكيد التمسك بالأرض وحمايتها من الغول التوسعي الدموي، بزرع أشجار زيتون في أراضي البلدة التي شارك الوزير الفلسطيني فعالياتها في هذه التظاهرة الرمزية المعبرة عن تمسك الفلسطيني بأرضه .
أما التفاصيل فكثيرة، لكنها قابلة للاختصار في المشهد الذي يتوارد إلى ذهن أي فلسطيني وعربي، عند الحديث عن الاحتلال وجرائمه، وكيف يقمع جنوده المدججون بكل أدوات القتل والإرهاب المدنيين العزّل المسالمين، لكن ذلك ليس إلا توجهاً عاماً، أما جرائم الاغتيال والتصفية فهي عمليات دقيقة مخطط لها، ولها أبعادها السياسية والرمزية .
واقعة اغتيال أبو عين أرسلت رسائل واضحة إلى الفلسطينيين على مختلف مستوياتهم الرسمية والشعبية، وأثبتت مجدداً أن لا حصانة لأحد أمام آلة القمع والقتل، وأن جرائم الاحتلال لا تحدها حدود، ولعل ذلك ليس غريباً، كون قائمة عمليات الاغتيال والإبادة الجماعية لا تنفك تتمدد وتضم أسماء جديدة، تجمع بينها فلسطينيتها وإن فرقتها التوجهات السياسية .
ردود الفعل الدولية، الغربية منها خصوصاً، لم تخرج من خانة المواقف المعدّة مسبقاً، وتراوحت بين دعوات ضبط النفس، ومطالب إجراء "تحقيق" في الواقعة، وحتى إن وصلت في أقصى تجلياتها إلى الإدانة، فتلك ليست إلا إدانة مشكوكاً في مصداقيتها، ومجرد موقف دعائي، وهذا ليس مستغرباً

على السياسة الغربية التابعة والخاضعة لإملاءات كيان الاحتلال والقتل والتوسع، لكنه مدعاة للفلسطينيين إلى إحداث تغيير في آليات التعاطي مع هذه القوى، وطرق التجاوب مع دعواتها ومساعيها على صعيد القضية الفلسطينية .
على المستوى الفلسطيني، هناك علامات استفهام كبيرة بحاجة إلى إجابات حقيقية بعيدة عن التلاعب بالألفاظ، وأهم تلك الأسئلة يتمحور حول ما يسمى "التنسيق الأمني" مع الاحتلال، فهل تم وقف التنسيق أم أنه جمّد أم علّق، أم ماذا؟ لأن الموقف ضبابي وخاضع للتأويل والتفسيرات المتضاربة .
أمر آخر على المستوى الفلسطيني أن يسارع إلى توضيحه، يتمثل في رد الفعل على الجريمة، وكيف سيتم التعاطي معها على مختلف المستويات، بدءاً من المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، وانتهاء بالعمل على المستوى الدولي لتجريمه .
رغم ما لجريمة الاغتيال من رمزية تتمثل في كونها طالت رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، خلال فعالية معبرة عن هذه المقاومة الشعبية السلمية، إلا أنها لا يجب أن تصرف النظر عن مئات الجرائم التي يرتكبها الاحتلال يومياً، والواضح أن هذه الجريمة عرّت أكثر الرياء الغربي في التعاطي مع القضية الفلسطينية، ونظرته إلى إنسانية الفلسطيني، التي تصبح مهمة إن كان "وزيراً"، ولا يلتفت إليها إذا كان مواطناً بسيطاً يحاول الدفاع عن أرضه .

نقلا عن صحيفة الخليج