رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشارى الزايدى يكتب: زيت وسياسة

بوابة الوفد الإلكترونية

في أبريل (نيسان) 2014 الماضي تحدث الرئيس الروسي، بوتين، وهو في ذروة زهوه الروسي القيصري الجديد، وبعيد غزوه لأوكرانيا وابتلاعه للقرم، عن قوته، وقدرته على التحكم بإمدادات الغاز والطاقة لأوروبا.

كان مثل الإعصار، لا يلقي بالا للغرب وأميركا. اهتمامه الوحيد كان منصبا على معرفة الموقف السعودي.
وسائل الإعلام العالمية نشرت حينها حديثا لبوتين، كان مما قاله وهو يتحدث عن عوائد النفط والغاز الروسيين: «العوائد لن تنخفض إلا عندما تنخفض أسعار النفط. ولا يمكن أن تنخفض الأسعار إلا عندما يدخل المزيد من النفط إلى السوق»، مؤكدا أن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على زيادة إنتاج النفط. وقال متوددا: «أكنّ احتراما كبيرا لخادم الحرمين الشريفين. إنه رجل ذكي وحكيم جدا».
هذا قبل أكثر من نصف سنة، الآن تشهد أسعار البترول تراجعا كبيرا، يضر في المقام الأول بالدول التي استهدفت أسعارا عالية للبرميل، وأقامت تقديراتها على هذا الأساس، خاصة إيران وروسيا، وغيرهما من الدول. بالنسبة للسعودية فهي مُصرة، ومعها دول الخليج، على ترك السوق تصحح نفسها بنفسها، فهذه ليست أول موجة تراجع في سعر البترول كما يؤكد بحسم الوزير علي النعيمي.
بالنسبة لدولة مرتابة مثل إيران، فما جرى «خيانة»، وقد اتهم الرئيس حسن روحاني - مع تراجع أسعار النفط أكثر من 40 في المائة منذ يونيو (حزيران) الماضي - دولا لم يحددها بالاسم، والإشارة واضحة للسعودية ودول الخليج، بالتآمر لخفض أسعار النفط. ميزانية إيران 2014 صممت على أساس مائة دولار للبرميل.
روسيا تئن مثل إيران من تراجع أسعار البترول. بالنسبة للسعودية فهي تمتلك احتياطات مالية ضخمة، ولديها قدرة كبيرة على الاقتراض الداخلي، وكما يذكر الخبراء، فهي

غير متضررة الآن وفي المدى المتوسط، من هذا التراجع في السعر، وحتى المزيد من التراجع.
تفسير الجانب الاقتصادي النفطي المالي المتخصص بهذا الصدد، هو عمل المختصين والخبراء، نحن نستفيد منهم ومن علمهم، الجانب السياسي في الأمر هو ما يهم هنا.
ليس غريبا اعتقاد إيران وجود مؤامرة عليها، وتملق روسيا للسعودية، لكن السعودية لن تغامر بثرواتها من أجل النكاية السياسية، هذا تفكير غير مسؤول، ولكنها في نفس الوقت، وهي تقدم مصلحتها الاقتصادية البترولية، أولا، لن تكون مهتمة بتوفير الراحة والسكينة لدول بترولية أخرى، تعمل بسياسات معادية للسعودية. لا يقتل الذئب ولا تفنى الغنم، كما قالت العرب!
دوما هناك جدل عن العلاقة بين الاقتصاد والسياسة والبترول، ولولا أن السعودية تنتهج سياسة عملية في منطقها البترولي، لما سلمت سفينتها من الأنواء منذ أكثر من نصف قرن في هذا المجال، حين غرقت سفن غيرها.
غير أنه لا يمكن فصل زيت النفط عن نار السياسة في كل حين؛ فالبترول هو جوهر الثروة في منطقتنا، سلعة أكبر من الاقتصاد والسياسة، هو جوهر القوة، وعلى القوة، وحولها، تدور المسألة، كل المسألة.