رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د . محمد السعيد إدريس يكتب : موقع “الإخوان” في الحرب الإرهابية على مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

التعليق المنسوب للرئيس المصري المعزول محمد مرسي على الجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت يوم الجمعة الماضي (24 أكتوبر/تشرين أول الجاري) في منطقة "كرم القواديس" الواقعة بين مدينتي الشيخ زويد والعريش بمحافظة شمال سيناء المصرية يثير تساؤلات مهمة حول علاقة جماعة الإخوان بالموجة الإرهابية الجديدة التي أخذت تتهدد مصر على نحو ما كشفت تفاصيل تلك الجريمة التي راح ضحيتها 31 ضابطاً وجندياً وأصيب أكثرهم إصابات بالغة على رأسهم اللواء خالد توفيق قائد العمليات العسكرية بشمال سيناء .

فقد نشر محمد مرسي بياناً مساء السبت الماضي على صفحته الرسمية حرض فيه أنصاره على تصعيد ما يقومون به ضد الدولة، ويقول فيه: "إنني قد رفضت، وما زلت أرفض كل محاولات التفاوض على ثوابت الثورة، وإنني كذلك أشدد تعليماتي لكل الثوار الفاعلين على الأرض بقياداتهم ومجالسهم وتحالفاتهم ورموزهم ومفكريهم وطلابهم أنه لا تراجع عن الثورة، ولا تفاوض على دماء الشهداء" . والشهداء الذين يعنيهم محمد مرسي هم بالطبع "شهداء الإخوان"، أما شهداء الجيش والشرطة والشعب فهؤلاء خارج دائرة اهتماماته وأولوياته .
مرسي وجه هذا التحريض ومصر كلها تُشيع شهداء الإرهاب الإجرامي، ما يعني أن "الإخوان" طرف أصيل في هذا الإرهاب، وأن عمليات التفجير التي تحدث في مناطق مصرية متفرقة بفعل "الإخوان" على صلة مباشرة بالإرهاب الذي يحدث في سيناء، وبالمنظمات الإرهابية المنتمية إلى تيار "السلفية الجهادية" الذي يرفع لواء التكفير للدولة والمجتمع في كل دول العالم العربي والإسلامي أياً كانت مسمياتها .
فهذه التنظيمات تدين بالولاء لأي من تنظيمي "القاعدة" و"داعش" وهذان التنظيمان ينبعان من أصول واحدة تجمع بين السلفية الوهابية القديمة التي قضى عليها الملك عبدالعزيز آل سعود منذ معركة السبلة عام 1929 بعد قضائه على ما كان يسمى بجيش "إخوان من طاع الله"، وبين تيار الإخوان المسلمين .
وجاء إعلان تنظيم "داعش" إقامة خلافة إسلامية وفق آلية مبايعة أهل الحل والعقد، ثم التأكيد على نسب ما يسمى أمير المؤمنين الجديد أبو بكر البغدادي الحسيني القرشي محاولة لإحياء "خلافة النبوة"، والتنكر لدول المُلك سواء كانت ملكية أو جمهورية، وليكشف عن جوهر الجذور الفكرية الإخوانية والسلفية القديمة كما كانت تعبر عنها جماعة "إخوان من طاع الله" قبل عام 1929 في تكوين "داعش" وقبلها تنظيم "القاعدة" وكذلك جماعات "الأفغان العرب"، معظم هؤلاء كانوا في الأغلب الأعم من الإخوان المسلمين وعلى رأسهم عبدالله عزام الإخواني العتيد وأسامة بن لادن، وكذلك "جماعات التكفير" المصرية التي هي نتاج إخواني صرف، وبعدهما الجماعة الإسلامية في التسعينات بمصر، كلها ثمار إخوانية وقد عادت جميعها لتتحالف مع الإخوان بعد وصول

الإخوان للحكم في أعقاب ثورات ما يسمى "الربيع العربي" .
وما نستطيع استنتاجه من هذا العرض أن هناك جذور علاقة قوية للإخوان بالتيار السلفي التكفيري الإرهابي، لكن الجديد هو العلاقة الراهنة بين الإخوان وهذا التيار بامتداداته المختلفة سواء كانت تنظيم "القاعدة" أو تنظيم "داعش"، فمع وصول الإخوان للحكم عمل مرسي على تواصل مع زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري عن طريق رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي الذي تربطه علاقة رحم مع الظواهري، وعن طريق محمد الظواهري شقيق أيمن .
كان هذا التواصل يرمي إلى فتح مجال أمام تنظيم القاعدة وجماعات الأفغان العرب لتأسيس موقع عمل لهم في سيناء المصرية على أمل تكوين "جيش للمجاهدين" يكون بديلاً للجيش المصري، عندما يجهز "الإخوان" على الدولة المصرية ويكون في حاجة إلى التخلص من الجيش الذي لا يدين لهم بالولاء .
الجديد الذي كشفته جريمة "كرم القواديس" الإرهابية أن الجماعات الإرهابية هذه باتت مرتبطة تنظيماً وتسليحاً وتمويلاً بتنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة"، وإن "الإخوان" صاروا على ارتباط وثيق بالمخطط الجديد الساعي إلى إقامة ما يسمى "دولة الخلافة الإسلامية" على أنقاض الدول القائمة . فجريمة "كرم القواديس" أكدت أن من قاموا بها ليسوا من الهواة بل هم على درجة عالية من التدريب والاحتراف، بدليل تلك الدقة المتناهية في استخدام قذائف الهاون وبقية الأسلحة ودرجة إصابتها المباشرة للمعدات والآليات، وكأنهم تابعون لجيش أو تدربوا عليها داخل جيش أو في معركة أو في منظمة محترفة .
تحولات نوعية خطرة في الحرب الإرهابية على مصر تربطها مباشرة بما يحدث في العراق وسوريا والمشروع الإقليمي للإرهاب، لكن الأهم هو علاقة "الإخوان" بهذا التحول النوعي في الحرب الإرهابية على مصر .
نقلا عن صحيفة الخليج