رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفتاح شعيب يكتب : إرهاب ممنهج في سيناء

بوابة الوفد الإلكترونية

ليست الجريمة الإرهابية التي فجعت الجيش المصري في 31 من جنوده الأبطال في شمال سيناء حدثاً عابراً في سياق مواجهة المنطقة لهجمة دموية غير مسبوقة . ورغم مرارة الفقد فلن تزيد تلك المذبحة ضحاياها إلا شرفاً وعزة مقابل الخسة والعار لمن نفذ وخطط سواء من داخل مصر أو من خارجها .

الإرهاب ليس جديداً على سيناء، فقد عرفت على امتداد السنوات العشر الماضية عمليات دموية ضربت شرم الشيخ ودهب وطابا والعريش ورفح، ثم تفاقمت وتيرتها بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنها استفحلت أكثر بعد إزاحة جماعة الإخوان من السلطة في ثورة 30 يونيو ،2013 وواحد من أهم عوامل استفحالها التحريض الذي يمارسه فلول الجماعة، وبعض ذلك التحريض يصدر من وراء القضبان حيث يقبع الرئيس المعزول محمد مرسي مع طائفة من قياداته . وبتوالي العمليات وازدياد حصيلة ضحاياها إلى العشرات، أصبحت بالفعل تهديداً استراتيجياً لأمن مصر، بل تبدو خطة مدروسة تشترك فيها أطراف محلية وإقليمية لتعطيل أي نجاح يمكن أن تحققه القاهرة في عهدها الجديد . وعندما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بلاده تخوض حرب وجود وأن جهات خارجية، يعرفها بكل تأكيد، هي التي تغذي الإرهاب في سيناء وترعاه بالمال والإعلام والتكفيريين، فقد كان يعني ما يقول، إذ لا يمكن لرئيس دولة تحترم نفسها أن يلقي اتهامات جزافية من دون أدلة بين يديه، وربما لن يطول الانتظار حتى تنكشف الحقائق على الملأ ويعرف حينها من بكى على ضحايا الإرهاب ومن تباكى .
مباشرة بعد جريمة كرم القواديس اتخذت السلطات المصرية إجراءات طوارئ حاسمة لملاحقة الجماعات الإرهابية، وتمكنت قوات الجيش من تنفيذ عمليات نوعية أسفرت عن تصفية عشرات التكفيريين، ولا يبدو أن هذه

الغضبة العسكرية ستنتهي من دون أن تحقق أهدافها كاملة . وما يؤكد هذه النية هو الحملة الدولية التي بدأتها وزارة الخارجية لشرح إجراءات إعلان الطوارئ وكسب الدعم السياسي لها من مختلف عواصم العالم . فالمجتمع الدولي الذي يخوض حرباً عالمية على الإرهاب في جميع مناطقه لا يجب أن يقلل من خطورة ما يحصل في سيناء، فذلك الإرهاب ما هو إلا امتداد للعنف المدمر الذي يخرب العراق وسوريا واليمن وليبيا، ويسعى إلى هز استقرار مصر وضرب جيشها حتى لا تبقى في المنطقة دولة آمنة .
إنها معركة مفروضة على مصر وستنتصر فيها حتماً، وفي سيناء حصراً، فعلى تلك الأرض المباركة، ومنذ فجر التاريخ، هزمت جيوش قديمة مروراً بالمغول وحتى الكيان الصهيوني قبل نحو 40 عاما . وربما قدر مصر والمنطقة أن تجابه في هذه المرحلة هذا الامتحان الصعب الذي لا مناص من تجاوزه بنجاح مهما كانت التضحيات والثمن الذي يجب دفعه . والتاريخ سيذكر يوماً أن معركة المنطقة مع الجماعات المتطرفة المنبثقة عن تيارات الإسلام السياسي هي المعركة الحاسمة ومفترق طرق بين الانطلاق إلى الأمام أو السقوط في مهاوي الضياع .
نقلا عن صحيفة الخليج