رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد الجار الله يكتب بالسياسة الكويتية:يوم حساب "الإخوان" بات قريباً

الكاتب أحمد الجارالله
الكاتب أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية


تعيد الوفد نشر المقالة الإفتتاحية للكاتب الكويتي الكبير أحمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية والتي حملت عنوان: يوم حساب "الإخوان" بات قريباً
فإلى نص المقال:

فاجرون, كذابون, قتلة, هذه حقيقة جماعة "الإخوان" منذ وجدت, ولم تغير ديدنها أبدا, فهى كمن يقتل القتيل ويمشى فى جنازته, بل قتلت الآلاف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى, ومشت فى جنازاتهم طول العقود الماضية تحت شعارات عدة, وها هى اليوم تسببت بقتل ألفى فلسطينى فى غزة, وجرح نحو عشرة آلاف, وتشريد 300 ألف نسمة من منازلهم, ومشت أيضا فى جنازات القتلى وتتاجر بالجرحى والمشردين.

بكل صفاقة هرب "الإخوان" من أزمتهم الوجودية إلى غزة على جناح ما يسمى الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين ببيان كتب بحبر التكفير لكل من يخالف الجماعة التى نصبت نفسها ولى أمر المسلمين والعرب زورا, تماما كما فعل ربيبها المأفون أبوبكر البغدادى الذى أعلن نفسه خليفة لأمة المليار وثلاثمئة مليون نسمة من جحره فى الموصل.

المسلمون والعرب يدركون أن بيان "الإخوان" عما جرى ويجرى فى القطاع المنكوب عبارة عن محاولة مكشوفة للسطو على دماء الغزاويين, ويدركون أكثر أن مثل هذه البيانات لن تعيد القتلى ولا تبنى البيوت المهدمة, والمضحك المبكى فى الأمر أن هذا البيان, يعيدنى بالذاكرة إلى لعبة سمجة كان يمارسها بعض رجال الشرطة العرب الذين حين كانوا يريدون الانتقام من مواطن اختلفوا معه فيتهمونه بسب الرئيس أو الحكومة أو الملك أو الأمير أو الشيخ, وطبعا لأن الشرطى مصدق دائما, كان المواطن المسكين يغيب فى السجون وينال من التنكيل ما لا يطاق.

الحال نفسها تمارسها اليوم تلك الجماعة التى ترى كل من خالف رأيها كافرا وخارجا من الملة, وتتهمه بشتم الذات الإلهية (جل جلالها) أو الدين أو التعدى على الرسول (صلى الله عليه وسلم), لكن هذه الاتهامات باتت من الماضى, فالناس لم تعد تؤخذ بكلمة, والحكومات تعمل وفق قوانين واضحة ولا تخضع لمزاجية هذه أو تلك من القوى السياسية, ولا سيما إذا كانت على شاكلة "الإخوان" الذين عاثوا

فى الأرض فسادا.

وإذا كنا لسنا فى معرض استعراض تاريخ الجماعة, فإننا نتوقف عند بيان من أطلقوا على أنفسهم "علماء الأمة"، وصادروا حق الناس الطبيعى فى مسألة سياسية بحتة, معتبرين مخالفتهم, ومخالفة محورهم كفرًا, فنسأل هؤلاء: من نصبكم أولياء أمر الأمتين, العربية والإسلامية, وهل من فى غزة عبيدكم تتحكمون بمصيرهم وفقا لرغباتكم ومصالحكم؟

ألستم من كان السبب فى حصار القطاع طوال السنوات السبع الماضية, وأنتم من أطال أمد معاناة شعبه بدفعكم صنيعتكم "حماس" المتحكمة فيه إلى التعنت تحت شعار المقاومة, بينما لم توفروا ملجأ لسكانه أو غذاء ودواء لهم؟

ألستم من بارك حملة محمد مرسى لهدم الأنفاق, ومبادرته لوقف إطلاق النار, فى العام 2012 التى حملت فى طياتها تجريد أهل غزة من أبسط مقاومات حماية أنفسهم, فكيف تأتون اليوم إلى تكفير من سعى فى المبادرة المصرية الجديدة التى تحفظ دماء الغزاويين, ولا تجردهم من مقومات حماية أنفسهم, وترفع الحصار عنهم؟

أنتم دجالون محترفون لكن دجلكم بات يرتد عليكم, ولن تستطيعوا السطو على دماء الغزاويين الذين أدركوا فى خضم الأتون الذى يعيشونه من الذى يسعى حقيقة إلى خلاصهم من هذه المقتلة, ومن يعمل للسطو على دمهم واستثماره فى مشاريعه السياسية, ويوم الحساب لا ريب سيأتى قريباً, وعندها سيقول أهل غزة, بل كل الفلسطينيين, كلمتهم بكم وبغيركم ممن تاجروا بمأساتهم.