عزيزة المفرج تكتب : النزيف العربى
أربعة وعشرون عاما تفصلنا عن ذلك اليوم الأسود الذي مزق أمة العرب، وتسبب في تفرقها أحزابا وشيعا وجماعات، وزرع في النفوس الريبة والحقد والكراهية، وبه انتهى زمن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.أربعة وعشرون عاما مرّت على حدث عظيم لم يتفق عليه العربان فمنهم من وقف مؤيدا راضيا بما عمل الجلاد،
شامتا بما حدث للضحية، ومنهم من وقف معترضا، غاضبا من الجلاد، مشفقا على الضحية، ودخل الجانبان في مواجهة كانوا هم أكبر الخاسرين فيها.أربعة وعشرون عاما مرت غادر فيها دنيانا جمع كبير من أبطال تلك الحقبة التاريخية المهمة، رؤساء وسياسيّون وعسكريّون وكتاب، وأصبحوا في ذمة الله هم وما سطّروا في صحائفهم من أعمال.أربعة وعشرون عاما مضت ولم يتغير شيء، وبدلا من ان تكون الأمور أفضل وأحسن، تتدهور أحوال العرب الى حد وصول الدسائس والفتن والمؤامرات الى جميع بلادنا العربية بلا استثناء، تتوج بعدها بمعارك واقتتال واحتراب بين العربي وأخيه، أكل منا ما أكل من البشر والشجر والحجر، ولم ينج منه من بلادنا الا من شاء الله له النجاة.ملأت دماء الضحايا شوارعنا حتى كادت ان تفيض، ولم يمنع سفكها أشهر حرم أو أعياد أو مناسبات، ولم تقف دونها رحمة أو شفقة أو انسانية، وصعدت الى بارئها أرواح بريئة زكية لا تعرف لماذا أو بأي ذنب قتلت.تحوّلت بلادنا الى لوحات بائسة من الخراب والدمار والتشّرد والضّياع، ينظر اليها الناظرون، ويسألون الله النجاة.صارت بلادنا خبرا دائما في الصحف والفضائيات، وأصبح عندنا من القصص والمآسي ما يملأ من الكتب مئات
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية