عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جلال عارف يكتب :الجزيرة« وقطر.. والمتاجرة بالدم الفلسطينى

بوابة الوفد الإلكترونية

لا أعتقد أن الوقاحة الإعلامية التي تطالعنا بها قناة »الجزيرة« القطرية تستحق الرد، لكنها تستحق منا جميعاً التفكير في الأهداف التي تسعي لها، والمخططات التي تنفذها لمصلحة المتآمرين على العرب وعلى الإسلام.

الوقاحة الإعلامية ليست جديدة على »الجزيرة« ولكنها في العام الأخير، وبعد سقوط حكم الإخوان في مصر ومطاردتهم في دول الخليج وانكشاف إرهابهم لدى دول العالم، أسقطت »برقع الحياء« كما يقولون، ولم يعد أمامها إلا اللعب على المكشوف الذي يبلغ ذروة جديدة مع العدوان الهمجي الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في غزة.
حيث كانت الرسالة التي أرادت القناة القطرية توصيلها منذ اللحظة الأولى للعدوان، هي أن مصر هي المسؤولة عما يحدث، وأن مبادرتها لإيقاف المذبحة (رغم أي ملاحظات عليها) هي مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني.
الإساءة طالت أيضاً دولة الإمارات حين وضعت القناة الفضائية القطرية على شاشتها، النبأ الكاذب عن اللقاء المزعوم بين سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ومسؤولين إسرائيليين عشية العدوان الإسرائيلي الهمجي، وهو ما اضطرت »حماس« نفسها للاعتذار عنه.
ورفض وزير الخارجية الإماراتي أن ينزل لهذا المستوي المنحط فأبى أن يعلق، تاركاً لملايين العرب في كل أنحاء الوطن العربي أن يقرروا من هو الذي يعمل لصالح العروبة وفقاً لسياسات أرساها الشيخ زايد العظيم رحمه الله، ومن هو الذي ينفذ سياسات لصالح أعداء الأمة ويسخر المال والإعلام لهذا الغرض.
ودعونا نعود قليلاً للوراء لندرك أننا أمام سياسة ثابته، وأمام دور في منظومة التآمر علي العرب وإغراقهم في الفوضى والحروب الأهلية.
قبل أعوام كان »بن لادن« هو الشخصية التي تقدمها »الجزيرة« كبطل قومي، لكي تساعد الإرهاب من ناحية، ولكي تقدم المبرر المطلوب لأعداء الأمة لكي يشنوا حربهم ضد العرب والمسلمين، ومازلنا نذكر كيف كانت »الجزيرة« تسلط علينا القذافي عشية كل قمة عربية لكي يقوم بالواجب ويجهض أي تحرك إيجابي يمكن أن يسفر عنه لقاء عربي.
ومازلنا أيضاً نذكر كيف كان بشار الأسد هو القائد الملهم الذي تحتفي »الجزيرة« باللقاء به مؤكدة التحالف الوثيق بين الدوحة ودمشق، وهو ما انقلب رأساً على عقب حين بدأت بوادر الثورة في ليبيا وسوريا، فإذا بـ»الجزيرة« تقوم بدورها في مخطط تحويل الثورة ضد الأنظمة، إلى هدم للدولة ودفعها إلى مستنقع الفوضى، واستدعاء عصابات الإرهاب لكي تستبيح دولاً مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن.
ومن هنا لا ينبغي أن نستغرب حجم الصدمة لدى أعداء الأمة وعملائهم من 30 يونيو الذي أسقط فاشية الإخوان في مصر وفضح المؤامرة على الوطن العربي.
ومن هنا حجم المؤامرة والعداء لمصر التي تمارسها جهات بنت سياستها على دعم الإخوان، وما زالت تربط مصيرها بمصيرهم، دون أن تدرك أنه لا المال ولا الإعلام المزيف ولا الدعم الأجنبي، يمكن أن يمنع السقوط الحتمي لمن خانوا الوطن وأساءوا للإسلام وناصبوا الأشقاء العداء وهم يعلمون أنهم على ضلال مبين.
لا اعتراض على أن يكون لأي فصيل فلسطيني ملاحظاته على المبادرة المصرية، حتى ولو كانت قد وضعت بالتوافق مع السلطة الفلسطينية (أنا شخصياً لي ملاحظاتي الأساسية على المبادرة)، لكن الاعتراض كان على أن تتحول مصر إلى هدف لهجوم هؤلاء ومن يستخدمونهم، وأن تنساق قيادات حمساوية للهجوم على مصر والتحريض السافر ضد جيشها الوطني، الذي يعرفون ماذا قدم ويقدم لهم وللقضية الفلسطينية.
أقول ذلك وأنا أعرف أن هناك في قيادة حماس من اعترض منذ البداية على هذا السلوك، بل واعترض قبل ذلك على ربط موقف حماس من مصر بموقف جماعة الإخوان، لكنها أصوات ضاعت في مستنقع بيع المصلحة الوطنية الفلسطينية لصالح

الجماعة، بكل آثاره الوبيلة على نضال الشعب الفلسطيني الذي يعرف جيداً أن فلسطين في قلب كل مصري.
وأنه لا يمكن لأي نظام في مصر (مهما كان توجهه) أن يتخلى عن القضية الفلسطينية، أو أن يحمل شعب فلسطين بآثار ما يفعله فصيل من فصائله، أو يغمض عينيه عن عدوان بمثل بشاعة العدوان الإسرائيلي وانحطاطه.
وليس هذا وقت الحساب، لكن من حقنا أن نتساءل عن الهدف حين يكون المطلوب توحيد الجهد العربي في وجه آلة القتل النازية، فإذا بـ»الجزيرة« تحيل المعركة إلى عداء لمصر شعباً وجيشاً، وإلى استنفار لقوى الإرهاب لكي تضرب في سيناء وتقتل جنود مصر في »الفرافرة« بالصحراء الغربية؟!
ليس هذا وقت الحساب، لكن شلال الدم الفلسطيني يجبرنا على التساؤل عن نتيجة وضع مصير الشعب الفلسطيني في يد »الإخوان«، أو الرضا بوصاية التحالف التركي القطري بعد كل المآسي التي تركها هذا التحالف وراءه، بدءاً من سوريا إلى ليبيا إلى اليمن إلى مصر التي هزمتهم وما زالوا يحاولون عبثاً الثأر من هزيمتهم ولو على حساب الدم العربي في فلسطين وخارج فلسطين.
النتيجة أنهم تركوا الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي الإرهابي، وذهبوا إلى باريس لتسويق التحالف التركي القطري، وإعطائه الوصاية على القرار الفلسطيني، فماذا قدموا للشعب المنكوب؟ إقرار بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الفلسطيني، ثم فتح الباب لتجريد غزة من السلاح مقابل بعض التسهيلات المالية.
ووضع الأسس لانفصال دائم بين القطاع وغزة، وقراءة الفاتحة علي الدولة الفلسطينية الموعودة، لأن شلال الدم الفلسطيني لم يقنع تحالف قطر وتركيا والإخوان بأن العدو هو إسرائيل وليست مصر أو الإمارات أو باقي الأشقاء العرب!
سوف يأتي وقت الحساب على كل ذلك حتماً، لكن الجهد كله ينبغي أن يتجه لوقف المذبحة الإسرائيلية الهمجية وتقديم مرتكبيها من النازيين الجدد للمحاكمة على جرائمهم ضد الإنسانية.
ومع كل الصمود الرائع لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، فإن الدرس الذي سيبقى هو أنه لا بديل عن وحدة فلسطينية حقيقية، ولا رهن لإرادة الشعب الفلسطيني لجماعة أو دولة.
ولا مكان لمن يريدون تحويل الصراع ضد إسرائيل إلى صراع بين العرب، أو الذين وعدوا الفلسطينيين بالدعم والمساعدة ثم قدموهم بالمجان على موائد اللاعبين الكبار، أو هؤلاء الذين لا يتوقفون عن رفع رايات القدس، فإذا جاءت المعركة تركوها ليتفرغوا لذبح المسلمين والعرب، والمتاجرة بالدم الفلسطيني.
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية