رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثروت الخرباوي يكتب : كونوا مع الأبلج واهجروا اللجلج

بوابة الوفد الإلكترونية

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} ويقول الشاعر:«وان الحق أبيض أبلجُ.. وان الظن شكٌ لجلجُ»، وقد كان الظن عندي لجلجُ عندما توهمت ان جماعة الاخوان

هي جماعة دينية تسعى الى اقامة شرع الله، حينئذ التحقت بهذه الجماعة راجيا من الله سبحانه ان يسخرني لهذا الدين وأن يساعد هذه الجماعة على توجيه جهود أفرادها الى خدمة الاسلام وأهله، وحين انخرطت في هذه الجماعة كان ظني لجلجا عندما توهمت ان هذه الجماعة تعرضت منذ أزمان وآماد الى اضطهاد لأنها تحمل راية الاسلام، ودعوت الله سبحانه ان ينتصر لها لأن ذلك سيكون نصرا مؤزرا للاسلام والمسلمين، وبعد فترة من انخراطي في الجماعة وقع في ظني أنها جماعة أقرب ما تكون الى الجماعة السياسية ذات الأفكار الدينية، وحين أجريت مراجعاتي وقع في ظني أنها مجرد جماعة متطرفة فهمت الدين فهما متعسفا، واستمرت المراجعات فوقعت في رحى الظن وكأن الظن لا يريد ان يغادرني اذ اعتقدت أنها جماعة سياسية تحمل مفاهيم دينية تكفيرية متطرفة وتريد ان تصل للحكم بأي طريقة ولو عن طريق خيانة الوطن، ثم زاد الظن فقلت انها جماعة من الخوارج، واستمر الظن يؤرجح أفكاري الى ان بلغ مبلغا عظيما فقال لي ان تلك الجماعة هي تتار العصر الحديث، الى ان ظهر الحق الأبلج، وتوارى الظن اللجلج، فقد أدركت أخيرا ما هي جماعة الاخوان، هي ليست جماعة دينية متطرفة أو تكفيرية، وليست جماعة عسكرية ولا سياسية، وليست كذلك جماعة للخوارج أو جيشا للتتار، ولكنها «سوبر ماركت ومجموعة محلات بقالة» ولكننا فهمناها على غير حقيقتها لأن السياسة والدين والتطرف والتكفير كانت مجرد بضاعة من بضائع السوبر ماركت وضعوها على الأرفف، فلفتت أنظارنا تلك البضاعة ولم ننتبه للأرفف والسوبر ماركت، ولكن كيف وصلتُ الى هذا الحق الأبلج وتخلصت من الظن اللجلج؟! المسألة بسيطة ولا تحتاج الى اعمال فكر أو التنقيب والبحث في حفريات التاريخ، فعندما تم فض اعتصام رابعة سكت خيرت الشاطر قائمقام الاخوان ولم ينطق بكلمة ثم أخذ يفكر ويفكر، وعندما تمت احالة قيادات الاخوان للمحاكمات أصيب خيرت الشاطر بالخرس، وقد التمس له البعض العذر لأنه كان آنذاك في محبسه على الرغم من أنه كان في استطاعته تسريب ما يشاء من تصريحات أثناء زيارة أقاربه له، ولكن يبدو أنه كان وقتئذ يفكر ويفكر، وبدأت المحاكمات، وسيق الشاطر مع رفاقه من أهل الاخوان وخاصتهم الى المحاكمة، وكانت الأحداث تترى في مصر، استفتاء على الدستور وخيرت الشاطر ليس هنا اذ إنه كان

يفكر ويفكر، أحكام بالاعدام على المرشد وعشرات من الاخوان وجناب الكبير خيرت الشاطر ولا كأنه هنا ولكنه كان يفكر ويفكر! مفاوضات ومبادرات صلح وهذا يقول وذاك يبادر بالإلحاح، وجمعيات تتشكل، وتحالفات وهمية تنعقد، تسمي نفسها تارة «جبهة الضمير» وتارة أخرى «تحالف دعم الشرعية» والفوهرر أدولف الشاطر صامت صمت القبور ولا عجب فانه كان يفكر ويفكر، ثم انتخابات للرئاسة والشاطر شاطر الجماعة يملك أذنا من طين وأخرى من عجين، ولكن خفف من غلواء صمته أنه كان يفكر ويفكر، ولكن يحدث شيء رهيب يحرك الساكن، انتظر لا تقع في الظن مثلي، فلم يتم اعدام المرشد أو مرسي، ولم يتم القبض على محمود عزت، ولكن الشيء الرهيب الذي حدث هو ان السلطة القضائية أصدرت قرارها بالتحفظ على محلات السوبر ماركت للبقالة «خير زاد» المملوكة للمغوار الاسلامي الفدائي الفقيه المجاهد خيرت الشاطر، هنا تخلى الشاطر عن التفكير، وانطلق لسانه الساكن الساكت صارخا، ومن داخل القفص في المحكمة ولأول مرة نسمع ذلك الصوت الأجش الجهوري وهو يقول: «من اغتصب حكم البلاد وحكم مصر سهل عليه اغتصاب المحلات، وسوف يورينا فيهم ربنا يوما».
ولأن الله أطلق لسانه بعد طول سكوت فقد انطلق من شأن البقالة الى شأن الجماعة صاحبة محلات البقالة فقال: «ربنا سوف ينصرنا عليهم وميعادنا يوم عودة الرئيس مرسي في ميدان التحرير» وانتهى من صراخه وهو يهتف «يسقط يسقط حكم العسكر» والحمد لله الذي أنطق الشاطر صاحب محلات «جماعة الاخوان» للدين والسياسة وقمر الدين والياميش وفوانيس رمضان والجبنة الرومي والزيتون وكافة أنواع المخللات، وصدق من قال: لقد أخذني العجب من انتشار الاسلام في العالم على الرغم من وجود جماعة الاخوان!.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية