رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أمجد عرار يكتب : عنصرية حيوانية بالوكالة

بوابة الوفد الإلكترونية

هناك في بريطانيا بجعة "تقيم" في جامعة كوفنتري، وتميّز بين الطلبة من الأقليات وغيرهم، وتهاجم كل من يعبر جسر مشاة بالقرب من إقامتها

إذا كان أجنبياً . معظم وسائل الإعلام تناولت خبر "عنصرية" هذه البجعة باعتباره خبراً طريفاً، من دون أن تتساءل: منذ متى كانت أخبار العنصرية تصنّف كأخبار طريفة، قبل أن تتحدث بالوصف عن طولها وطول جناحيها . هل الخبر طريف لمجرد أنه يتعلق بسلوك حيوان؟ . بعض البشر تنطبق عليهم الطرافة أكثر من كل الحيوانات .
على أية حال فإنه ليس من المقنع أن يقال لنا إن البجعة يصدر عنها سلوك عنصري واضح وعدواني متكرر تجاه الأجانب من الأقليات العرقية من دون البريطانيين، وينسب هذا السلوك لها وكأنها ذات قدرة خارقة على تمييز الأجنبي من ابن البلد، فيما يحتاج شرطي أو رجل أمن لطلب البطاقة الشخصية لامتلاك هذه القدرة على التمييز . من دون الخوض في تفاصيل اختصاصية قد تحتاج للعودة إلى نظرية الاشتراط الكلاسيكي للعالم الروسي ايفان بافلوف، لفهم كيفية تعليم البجعة كيف "تميّز" الأجانب . أي من المرجّح أن يكون شخص أو أكثر شحنوا البجعة لتمارس العنصرية بالوكالة، مثلما علم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" كلابه على مهاجمة كل من يقول "الله أكبر" .
صحيفة "الاندبدنت" البريطانية نشرت، قبل ثلاثة أشهر، تقريراً يؤكد أن خمسين ألفاً من الطلاب يعانون سنوياً البلطجة العنصرية . المعطيات تفيد بأن 1400 من الأطفال والشباب اشتكوا عام 2013 من "البلطجة العنصرية" في المدارس البريطانية، وهذا العدد يحمل زيادة قدرها 69 % عن العام الذي سبق، وتبرز على نحو أوضح ظاهرة تعرّض الطلاب المسلمين لإهانات عنصرية من زملائهم الذين يرشقونهم بأوصاف مقذعة مثل "الإرهابيين" و"الانتحاريين"، في سياق تصاعد خطر لظاهرة "الإسلامفوبيا" التي ازدادت مؤخّراً على نحو أقلق المتنورين البريطانيين الذين أسسوا جمعيات لمكافحة

العنصرية، حيث لمسوا وشاهدوا أن ظاهرة العنصرية لا تستثني الأطفال الذين يولدون في بريطانيا طالما أن أصولهم تعود لمنشأ غير بريطاني، بل إن العنصرية بلغت مدى أصابت معه المهاجرين والطلاب الذين يعانون ضعفاً في التحدّث باللغة الإنجليزية .
من البديهي التذكير بخطأ التعميم، إذ لا يوجد شعب عنصري بمجمله، وإذا سأل أحد عن "إسرائيل"، فهي تتكون من تجمع استيطاني غير متجانس ليس شعباً، لذلك فإن بعضهم واجه عنصرية من البعض الآخر . وفي بريطانيا توجد حركة نشطة ضد العنصرية والاحتلال والاستيطان، وفيها حركة مقاطعة بارزة ضد المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" لدورها في التغطية على جرائم الاحتلال . وفي وقت كانت التقارير تتحدّث عن العنصرية لدى بعض الأوساط في بريطانيا، يستعد نشطاء هناك لمنع وزيره القضاء "الإسرائيلي" تسيبي ليفني من زيارة بريطانيا لمسؤوليتها عن ارتكاب جرائم حرب، وهو الأمر الذي فعلوه مع مسؤولين "إسرائيليين" آخرين، مثل عامي أيالون المسؤول عن قتل ستة عشر طفلاً ومدنيين آخرين في عملية اغتيال القيادي صلاح شحادة . لذلك فإن قلة ومعهم بجعة لا يمثّلون البريطانيين المطالبين بتفعيل نشاطهم باتجاه دفع حكومتهم للتكفير عن جريمة وعد بلفور، الحجر الأول في مبنى الكيان .
نقلا عن صحيفة الخليج