رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سليمان جودة يكتب : لو أن السيسي أغلق هذا الباب

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يكاد حمدين صباحي، المرشح في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، يجد فرصة سانحة، إلا ويعرب فيها عن رغبته، في أن يوافق المشير السيسي، المرشح في الانتخابات نفسها، على أن يدخل معه في مناظرة علنية يتابعها جمهور الناخبين على الهواء!

ولو أنصف حمدين، لكان آخر الذين يطالبون بمناظرة كهذه، ولكان أول الرافضين لها!
فلا نزال نذكر أن مناظرة كانت قد انعقدت قُبيل انتخابات الرئاسة في عام 2012، بين عمرو موسى من ناحية، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من ناحية أخرى.. ولا نزال نذكر، أن الذين تابعوها على الفضائيات المصرية وقتها، قد اتخذوا أماكنهم قبلها أمام الشاشات، وهم في حالة غير مسبوقة من النشوة والدهشة معا!
فقد كانت تلك هي المرة الأولى، التي تنعقد فيها مناظرة في مصر، من هذا النوع، وكان مؤيدو موسى قد احتشدوا لها، كما لم يحتشدوا لشيء من قبل، وكذلك حدث الأمر نفسه، على جبهة مؤيدي أبو الفتوح، وكنا في الإجمال نتابعها، وفي أذهاننا مناظرات أخرى، سمعنا عنها، ورأينا بعضها، في دول أوروبا، وفي الولايات المتحدة.
ولم يسأل أحد نفسه، وقت المناظرة، عن السبب الذي حصرها بين هذين المرشحين على وجه التحديد، ولا سأل أحد نفسه، عما إذا كان إجراؤها بينهما تحديدا، دون غيرهما من سائر المرشحين قد كان أمرا مقصودا، ومسألة مرتبة سلفا؟!
فعندما جرت الانتخابات بعدها، في جولتها الأولى، فوجئ كل متابع لها، بأن موسى قد حل خامسا فيها، من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها، مع أنه كان يأتي أولا، في أغلب استطلاعات الرأي، التي شهدها الشارع المصري طوال الفترة السابقة على الانتخابات، فإذا به يتراجع ليس إلى الترتيب الثاني، ولا الثالث، ولا حتى الرابع، وإنما إلى الخامس!
وتكررت القصة مع أبو الفتوح الذي كان كثيرون، من الإسلاميين خصوصا، يرون أنه سوف يغالب محمد مرسي ويغلبه، وأنه سوف يتقدم عليه حتما، فإذا به هو الآخر يحل رابعا، وإذا بنا جميعا أمام لغز، أو ما يشبه اللغز، وإذا بنا أمام شيء غير مفهوم بالمرة!
وقد قيل، فيما قيل، إن أسبابا كثيرة غير ظاهرة، كانت وراء ما أصاب الرجلين في السباق، وإن هناك سببا ظاهرا واحدا، بل وحيدا، يتمثل في المناظرة إياها.
ولم يكشف أحد، إلى اليوم، عن حقيقة تلك الأسباب غير الظاهرة، ليبقى السبب الظاهر وحده أمامنا، وليبقى هو الجدير بالنقاش وبالتأمل سواء بسواء.
فالراجح حتى إشعار آخر، أن المناظرة التي جرت بينهما، هي التي تراجعت بهما إلى الصفين الرابع والخامس، وأنه لولاها لكان لهما ترتيب آخر متقدم ومختلف تماما، وأنه قد جرى وراء الكواليس ما جرى، مما لم يتم كشفه بعد، وأن هذا الذي جرى، قد تطلب أن تكون بين هذين الاثنين مناظرة، لأنها حين تنعقد، بالشكل الذي تم ترتيبها عليه، سوف تتراجع بهما، وسوف تُخلي الطريق لآخرين، وبالذات لمرسي وللفريق أحمد شفيق!.. وهو ما كان!
هل هذا صحيح؟! وهل كان القصد أن تجري جولة الإعادة بين مرسي وشفيق دون سواهما؟! وهل كانت المناظرة هي الحيلة التي اهتدى إليها الذين بحثوا عن وسيلة لضرب شعبية عمرو موسى فلم يجدوا غيرها؟! وهل..

وهل.. إلى آخر التساؤلات العالقة منذ وقع ذلك الحدث، إلى الوقت الراهن، دون جواب؟!
من ناحيتي، لا أجد سببا مرئيا، لما أصاب موسى على وجه الخصوص، إلا تلك المناظرة، ويرجح هذا الظن عندي، أن المناظرات المماثلة في دول الغرب، تتقدم في العادة بواحد من المرشحين الاثنين المتناظرين، وتتأخر بالثاني، ولا تخسف الأرض بكليهما، كما حدث بالضبط، مع موسى وأبو الفتوح.
ولست أعرف، إلى الآن، ما هو بالضبط الذي أساء إليهما، في أثنائها، وما الذي جاء فيها، ولم يكن في صالحيهما.. هل لأننا كجمهور، لم نكن قد اعتدنا بعد، على مناظرات رئاسية من هذه النوعية؟! هل لأنها المرة الأولى، التي لا قواعد قبلها يمكن أن تقوم عليها، أو تستند إليها، وبالتالي فإن بطليها الاثنين، قد مارساها، على غير هدى، وعلى غير ما يجب أن يمارساها عليه؟! هل لأن كل واحد منهما كان يريد أن ينال من الآخر، وأن يعريه أمام الناخبين، أكثر مما يريد عرض برنامجه الانتخابي على الناخبين أنفسهم؟! هل لأن رتوشا فنية لا يدركها المشاهد العادي تم التخطيط لها جيدا، وإضافتها بحساب مدروس، بحيث تنال منهما معا؟!
هذا كله جائز، ووارد، ومحتمل، وإلى أن يكون لدينا شيء مؤكد في هذا الاتجاه نناقشه، يظل الدرس الباقي من انتخابات 2012، أن مناظرتها اليتيمة قد جنت عليها، أو بمعنى أدق على اللذين شاركا فيها، بأكثر مما أفادتهما، على أي مستوى.
فإذا كان حمدين صباحي لا يزال يجد في مناظرة تجمعه مع المشير عبد الفتاح السيسي، فائدة له، فليس لهذا معنى، إلا أنه لم يستوعب درس 2012، وأنه لا يزال يعيش تحت ظن أن الملايين الأربعة الذين صوتوا له في ذلك العام، باقون كما هم، مع غيرهم، في انتظار إشارة منه!
وإذا كان مقربون من حملة المشير، قد قالوا في الصفحة الأولى من صحيفة «المصري اليوم» يوم 9 أبريل (نيسان) الحالي إن السيسي يُعيد التفكير في مسألة قبول الظهور في مناظرة من عدمه، فما أتمناه أن يُغلق الرجل من ناحيته هذا الباب.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط