عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جهاد الخازن يكتب : كتابان للتاريخ

جهاد الخازن
جهاد الخازن

 

 

كتابان بالإنكليزية يستحقان القراءة.

لا أستطيع أن أفي كتاب «الملك فيصل الأول ملك العراق» للدكتور علي علاوي حقه فلا أحاول، وإنما أقدم ما يشجع القارئ القادر على طلبه، فالمؤلف لم يترك زيادة لمستزيد في كتاب من 634 صفحة آخر 71 صفحة منها للمراجِع عن أمير كان كما قال عنه أمين الريحاني قائد الشمال العربي في الحرب العظمى

(الأولى)، وممثل العرب في مؤتمر فرساي، وحاكم الشام ثم ملك سورية، وملك العراق بعدها.

المؤلف عمِلَ وزير دفاع العراق سنة 2004، ثم وزير ماليته سنة 2005، وهو الآن بروفسور في جامعة سنغافورة، وكتابه يتناول سيرة الملك فيصل من مكة المكرمة حتى وفاته مريضاً في بيرن.

ثورة 1920 كانت صعبة، إلا أنها لم تكن أصعب من كل مرحلة لاحقة، وفيصل واجه قبيل وفاته تمرداً مسلحاً من الأشوريين، واتُّهِمَ ظلماً بمجزرة في قرية أشورية راح ضحيتها 355 رجلاً وأربع نساء وستة أطفال. كان الملك مريضاً إلا أن المعتمد البريطاني لم يصدقه، وهو في النهاية ترك العراق للعلاج، وتوقف في القاهرة حيث قابله المفكر أسعد داغر، وترك تسجيلاً مؤثراً لما سمع منه. ووصل الملك إلى سويسرا وتوفي فيها بعد أيام ليثبت صدقه وهو يقول إنه مريض.

المؤلف يتحدث عن مذكرة أو مذاكرة، في ثماني صفحات، كتبها الملك فيصل سنة 1932 ويتحدث فيها عن صعوبات تكوين هدف قومي في العراق وإمكانات ذلك، ويدرك أن العراق يفتقر إلى شعب تجمعه إثنية واحدة ومعتقدات ودين واحد، والنتيجة أن أهداف الشعب مختلفة وهو منقسم على نفسه. ويدعو الملك إلى سياسة قائمة على العدل والحزم وحفظ التقاليد الموروثة. وأتفق مع الدكتور علاوي وهو يقول إنه لم يجد شيئاً مثل مذكرة الملك في التاريخ العربي المعاصر.

وأنتقل إلى كتاب «جوليات» للصحافي الأميركي ماكس بلومنتال الذي ألف كتباً دخلت قائمة أعلى الكتب مبيعاً. والكتاب في حوالى 500 صفحة منها 73 صفحة في نهايته للمراجِع.

للعربي مثلي الكتاب قراءة مؤلمة بين صفحة وأخرى، وفصله الأول «إلى الذبح» يذكّرنا بالغارة على احتفال بخريجين من الشرطة في غزة وقتل حوالى 40 منهم. وهو في فصل آخر يتحدث عن قتل 19 عضواً من أسرة السموني في غزة،

وعن عطية السموني الذي قتله جنود إسرائيليون وهو يرفع يديه، وفي إحداهما رخصة قيادة إسرائيلية.

قرأت عن شاب من غزة طلب إذناً لتخرج أخته المريضة للعلاج وإجراء عملية في المرارة لها، ورفض الإسرائيليون فماتت البنت وأخوها ينظر إليها.

في استاد تيدي المتفرجون على مباراة في كرة القدم يهتفون «الموت للعرب» ويرفعون لافتة تحمل اسم «كاش» أو المنظمة الإرهابية التي أسسها الحاخام مائير كاهانه. بل إنهم يوجهون إهانات إلى لاعب عربي (من عرب 1948) في الفريق الرسمي الإسرائيلي.

الفصل 69 من الكتاب يتحدث عن حادث في النبي صالح فقد اعتُقِلَ إسرائيليان وفلسطيني اسمه علاء التميمي. وقال ضابط محلي للشرطة إن الشاب الفلسطيني لم يرمِ حجارة. إلا أنه اقتيدَ مع الإسرائيليَيْن إلى معتقل حيث أفرِجَ عن الإسرائيليَيْن واعتدي على الشاب الفلسطيني بالضرب مع ترجيح المؤلف تحويله بعدها إلى محكمة أحداث لإدانته.

المؤلف يتحدث أيضاً عن جماعات السلام الإسرائيلية، وهي موجودة ونشطة إلا أن الأعداد قليلة في مواجهة تفوّق اليمين المتطرف. والفصل 73 عنوانه «حزب الخروج» حيث يسجل المؤلف أسماء إسرائيليين لم يتحملوا تحول البلاد إلى اليمين المتطرف فقرروا الهجرة منها إلى الولايات المتحدة وغيرها.

الكتاب منصف جداً، وجزء من أهميته يعود إلى أن المؤلف يهودي أميركي، وليس عربياً صاحب قضية. وإذا كان القارئ العربي يعرف عن اضطهاد الفلسطينيين في بلادهم فإن المؤلف يورد معلومات موثقة ومفيدة جداً عن الجانب الإسرائيلي.

هما كتابان يستحقان القراءة فعلاً.

 

نقلا عن صحيفة الحياة