رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زاهى حواس يكتب : يوم مع أبو الهول

بوابة الوفد الإلكترونية

 

رسالة على هاتفي من الخبير السياحي المصري عمرو بدر يخبرني فيها أن هناك عائلة أميركية مكونة من زوج لا تخلو قائمة من قوائم أثرياء العالم من اسمه ومعه زوجته وابنه وابنته،

وقد حضروا في زيارة خاصة إلى مصر، ويطلبون مقابلتي أمام أبو الهول في السابعة صباح اليوم التالي للرسالة.. ولأنني لا أفوت أي مناسبة للذهاب إلى أبو الهول والاطمئنان على حالته وصحته؛ فقد ذهبت في الصباح الباكر وخرجت من منزلي قبل الميعاد بوقت كبير لكي أتمتع برؤية شوارع القاهرة وهي خالية من المارة، وأخذتني ذكريات دخولي إلى سرداب سري كنت قد كشفته خلف جسم أبو الهول؛ وسرت فيه إلى مسافة 15 مترا؛ واكتشفت أن القدماء ممن عاشوا بعد نحت التمثال بآلاف السنين كانوا يحاولون كشف أسراره وما بداخله أو أسفله من كنوز ولذلك نحتوا الأنفاق والسراديب.. وكذلك تذكرت اللحظة التي شاهدت فيها الجحر يسقط من كتف التمثال الأيمن وأنين أبو الهول ومعاناته مع من قاموا بترميمه بطريقة خاطئة كادت تقضي عليه للأبد لولا ما قمت به ومعي فريق علمي متخصص في مجالات النحت والترميم من مشروع إنقاذ لأبو الهول. وكان يوم انتهاء أعمال الترميم هو اليوم الذي رأيت فيه الابتسامة مرسومة على وجه التمثال الذي هو أصدق معبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة التي أثرت الإنسانية في شتى المجالات.. وتذكرت عندما تسلقت ومعي الأميرة الراحلة ديانا على السقالة حتى وصلنا إلى أعلى قدم أبو الهول ونحن أمام رأسه تماما نظرت الأميرة إلى وجه أبو الهول ولم تصدق أنها وصلت إلى هذا المكان؛ وأنها وجها لوجه مع أبو الهول. وقلت يومها للأميرة الجميلة أخشى أن كل من وصل إلى هذا المكان أصابته لعنة أبو الهول؟! وضحكت ديانا ورأيت أجمل ابتسامة لأميرة سحرت القلوب وكانت المرة الأخيرة ولم تعد بعدها ديانا.
وصلت إلى حرم أبو الهول ووقفت أمام التمثال ووجدته يقول اصبر على ما أصابك ووجدتني أتحدث إلى نفسي وكأني أخاطب أبو الهول وأقول لقد

نالني الكثير من الإساءة والتجريح بعد الثورة وهاجمني الباحثون عن الشهرة ولو بأكل لحم الغير أحياء، وقدموا بلاغات ضدي ونشروا معلومات في الصحف أغرب من الخيال، وكنت أقول بأنني حاولت أن أرفع اسم مصر عاليا في كل مكان وللأسف كانت النتيجة هجوما ضاريا وتشويها لكل عمل قمت به للحفاظ على حضارة مصر.. وتخيلت أبو الهول يتكلم ويقول لماذا تيأس؟ فأنا أبو الهول حارس هذه الحضارة ورمز مصر، ورغم ذلك أطلقوا الشائعات والحكايات الكاذبة عني فقالوا: إن الفراعنة نحتوني تمثالا ليعبدوني.. وجاء مجنون يتاجر بالدين بمعاول ليهدمني بدعوى أن الناس الذين يعيشون بالقرب من موضعي يتباركون بي!! وبعدها قالوا: إن نابليون هو من كسر أنفي بمدافعه! وقالوا: إنني لا أنتسب إلى الحضارة المصرية، بل صنعتني كائنات جاءت من الفضاء البعيد!! وبعدها حاولوا تدميري بوضع أطنان من الإسمنت الأسود على جسدي بدعوى أنهم يرممون وكانوا في الواقع يغتالون!.. لا تيأس.. مصر عظيمة وبخير بفضل من يخلص لها ويعمل من أجلها.. من يزرع يجني ما زرعه، فازرع الخير لتحصده هكذا قال أجدادك من آلاف السنين على جدران مقابرهم ومعابدهم.. انتهى حديث أبو الهول ووصل عمرو بدر ومعه عائلة رائعة تحب مصر ولا تبالي بما يذاع من أكاذيب، وكان يوما رائعا مع أبو الهول.

نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط