رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضرار بالهول الفلاسي يكتب : نهاية عصر «الإخوان الحربائيين»

ضرار بالهول الفلاسى
ضرار بالهول الفلاسى

 

من المنتظر أن يصدر اليوم 21 الشهر الحالي قرار دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا، في قضية تنظيم

الإخوان المصري في الدولة، وهي مناسبة لكي نستذكر معا بعضا من الحقائق الأساسية المتعلقة بهذه القضية وبموضوع الإخوان ككل، وخطرهم علينا كدولة واتحاد ومجتمع وشعب وأفراد، وضرورة أن نكون جميعا صفا واحدا وبيتا متوحدا في مواجهة الفكر الضال والإجرام المستورد والمتاجرة بالدين لأغراض نفعية معروفة.

 

وسأبدأ معكم من عنوان هذه المقالة، عن "الإخوان الحربائيين" أو "الحربايات" كما يقول أشقاؤنا في مصر، لأنني عندما راجعت ما نعرفه جميعا عن هذه القضية لم أجد أنسب لهم من هذا الوصف.

 

ما الذي تفعله الحرباء في الحياة العادية؟ إنها "تتلون حتى تتمكن"! أليس هذا هو بالضبط ما فعله تنظيم الإخوان المصري ومعه توابعهم ممن يحملون الجنسية الإماراتية؟ أليس هذا ما فعله و يفعله الإخوان في كل بلد جلبوا إليها الخراب والفوضى والدمار والفتنة؟.. لا تفكروا كثيرا، فقط انظروا من حولكم وستجدون بدل المثال الواحد عشرات الأمثلة! ليس بدءا من مصر ولا وقوفا عند ليبيا ولا انتهاء بأفغانستان وباكستان وغزة والسودان والصومال وغير ذلك من بلاد المسلمين.

 

الآن، سيصدر الحكم المنتظر، وبغض النظر عن تفاصيل الحكم المرتقب، دعونا نستعرض ما سيقوله الإخوان وكيف ستكون ردود فعلهم على أي قرار سيصدر عن المحكمة الاتحادية العليا في قضية التنظيم المصري.

 

الجزء الأول من ردود أفعالهم سيتركز على مهاجمة المحكمة والقضاء الإماراتي بشكل عام، ولكن ما سيقولونه هو في الواقع كلام سبق لنا أن سمعناه في كل مرحلة حوكموا فيها، سواء في الإمارات أو خارجها، لأن الإخوان لديهم مشكلة وجودية مع القضاء، تشبه إلى حد كبير المشكلة التي تواجهها عصابات المافيا مع المحاكم الجنائية. لديهم حساسية من أي قضاء ومن أي قانون، لأنهم يريدون أن يعملوا منفلتين عن أي قانون، ولا يقبلون من القضاء إلا أن يصمت ويقبل أفاعيلهم ويشهد لهم بغير الحق.

 

أما القضاء الذي يزن الأمور بميزان العدل والقسط فهو محل هجومهم الدائم، بغض النظر عن القضية أو الحيثيات أو القانون. القضاء في عرفهم دائما متهم طالما لا يسكت على إجرامهم. وخذوا أي محكمة تريدون، ليس فقط محكمتنا الاتحادية، تذكروا ماذا فعلوا في نهاية 2012 بالمحكمة الدستورية في مصر، وهي ليست محكمة تقاضي وإنما محكمة مرجعية، وتذكروا ماذا فعلوا بالمحكمة التي تحاكم قياداتهم في قضية الجمعية الخيرية في الأردن، أو قضية التطاول في الكويت، أو جرائم الحرب في بنغلاديش، أو حتى قضية بسيطة مثل قضية حقوق الملكية الفكرية التي تورط فيها أحد رموزهم في السعودية.. دائما المحكمة متهمة والقاضي جلاد، وهكذا إلى آخر هذه الاسطوانة البروباغندائية المشروخة!

 

الطرف الثاني الذي سيهاجمونه ويشنون عليه هجمتهم المعتادة هو جهاز أمن الدولة، وهنا أقترح أن نتوقف عند حقيقة مهمة تتكرر في كل دولة يعيث فيها الإخوان فسادا، ولكن تذكروا قبل ذلك ماذا فعلوا في مصر بعد 25 يناير، حيث كان أول مطلب لهم ضغطوا فيه على المجلس العسكري السابق هو حل جهاز أمن الدولة.

 

وبدون أن ندخل في مقارنات بين الإمارات ومصر أو أي دولة أخرى، نتذكر أن الإخوان كتنظيم سري (أو بالأصح مافيا سياسية ظلامية) لديهم مشكلة وجودية مع أجهزة الأمن السياسي ومكافحة الإرهاب في أي بلد، لأنك في النهاية لن تحارب الإرهاب والتنظيمات السرية باستخدام شرطة الآداب أو شرطة المرور (مع احترامنا وتقديرنا لكليهما)، بل إن هذه الأجهزة وجدت ابتداء لحماية الأوطان من شرور هذه النوعيات من

التنظيمات الظلامية ومؤامراتها، ولهذا السبب تجدون أن الإخوان في كل بلد.

 

وفي كل زمان، يحاربون أجهزة أمن الدولة ومكافحة الإرهاب والأمن السياسي عموما، ويعادونها ويحرضون عليها على طول الخط، بغض النظر عن كيفية أو طريقة تعامل هذه الأجهزة معهم، لأنهم يدركون مسبقا أنهم لن يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم الآثمة طالما بقيت هذه الأجهزة متيقظة وحذرة وقائمة بواجباتها.

 

إذا فهمنا هذه الحقيقة نستطيع أن نفهم حجم وطبيعة هجوم الإخوان على جهاز أمن الدولة، سواء كانت هنالك قضية لهم أم لم تكن، وسواء كان الحكم من المحكمة مشددا أو مخففا، فالعلة ليست في أمن الدولة وإنما في التنظيم.. تماما مثلما تفعل عصابات المافيا والجريمة المنظمة، حين تحارب شرطة التحريات ومكافحة المخدرات والشرطة الجنائية، هكذا يفعل الإخوان ومن لف لفهم حين يحاربون أمن الدولة ومكافحة الإرهاب والأمن السياسي.

 

وحين نتوقع سلوك الإخوان بعد صدور قرار المحكمة، فلا نقول هذا الكلام من باب التنبؤ بالمستقبل، فالحقيقة أن تجربة الإخوان في كل مكان واحدة، وهي تكرار لنفس الأسطوانة المشروخة في كل مناسبة ومكان وزمان.

 

لكن هذه المقالة ليست موجهة لهم، وإنما هي موجهة لك أنت أيها المواطن الإماراتي الرصين الرزين، الذي أنعم الله تعالى عليك بنعمة العقل الرشيد الذي تميز به بين الحق والباطل والخير والشر والأبيض والأسود.

 

هذه المقالة رسالة لكل إماراتي مخلص صادق الولاء والانتماء، يبرأ إلى الله من ضلال الإخوان وفتنتهم، ويخلص في علاقته بربه ثم بقادته وبلاده، بعيدا عن أهواء الفئة الضالة ومتاجرتهم بدين الله، وهي دعوة لنا جميعا أن نأخذ أقصى درجات الحذر من هذه الفئة الضالة، التي يبدو أنها لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم المادية والأخلاقية والسلوكية لتحقيق أهدافها المريضة، ولنا فيما نراه كل يوم سواء على شاشات التلفزيون أو على أثير تويتر، الكثير من نواقيس الخطر التي تحذرنا وتنبهنا وتحفزنا، فلا يجوز بعد ذلك أن نغفل عن خطرهم أو أن نركن إلى ادعاءاتهم.

 

لذلك أقول لك يا أخي الإماراتي بصراحة ومحبة وصدق: حين "يوسوس" لك شيطان إخونجي محاولا أن يجعلك تشك في بلدك وقيادتك، استعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن الإخوان الحربائيين، وتذكر أن في عنقك بيعة لولي الأمر، وفي قلبك إيمان بالله أولا ثم ببلدك وشعبك وقيادتك، فلا تدع الشياطين تبعدك عن دينك ووطنك.

نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية