رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد عرار يكتب : المنصورة في ذكرى النصر

بوابة الوفد الإلكترونية

لا ندري إن كان من قبيل المصادفة "المنطقية"

، أو على سبيل التناغم التاريخي، أن يكون التفجير الدموي في المنصورة المصرية متزامناً مع الذكرى السابعة والخمسين لانسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بور سعيد في 23 ديسمبر ،1956 إثر هزيمة العدوان الثلاثي على مصر الذي اشتركت فيه "إسرائيل" مع بريطانيا وفرنسا . كان النصر حينها مزدوجاً، إذ نجح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في حماية قراره بتأميم قناة السويس، وفشل العدوان بفضل صمود القيادة والشعب في مصر ووقوف الحلفاء السوفييت إلى جانبهما .
في ذكرى النصر تُضرب المنصورة، ويسقط خمسة عشر ضابطاً وجندياً وعشرات الجرحى ضحايا إرهاب عابر للتاريخ والجغرافيا والعقول . من المسؤول؟ في كل حدث مشابه، تختلف الآراء والتحليلات والمواقف والرؤى، وتتبع العجول أمّهاتها، لكن تبقى مصر هي التي تدفع الثمن، ويبقى أن هذه الأساليب لا يمكن بالمطلق أن تحقق أهدافاً معلنة، أما الأهداف المستترة فهي تتحقق إلى حين، في مصر وغيرها من "بلاد العرب أوطاني" .
الصراع العلني في مصر طرفاه واضحان، الدولة في جهة والإخوان في الجهة المضادة، وأي طرف ثالث أو رابع أو خامس يختبئ تحت جناحيهما ويضرب باسمهما . لكن ما هو واضح أن الجهات التي تقود الحرب الدموية على الشعب والدولة ترفع الشعارات الإخوانية نفسها وتردد الذرائع نفسها . والإخوان يكررون أسطوانة مكرورة منذ ثلاث سنوات في "بلاد الربيع"، وهي أن "الحكومة فجّرت لتأليب الشارع على المعارضة" . ورغم تحطّم هذه الخزعبلات تحت عجلات الوقائع، وتباهي المفجّرين بأفعالهم، يكرر البعض الأسطوانة ذاتها في مصر .
حسناً، الإرهاب معروف أنه بلا آفاق، والإرهابيون أنفسهم يقتلون ويفجّرون وينشرون الرعب والفوضى، لغاية في نفس ثيودور هيرتزل وأتباعه في الجحور السوداء والبيضاء وواضعي خرائط "الشرق الأوسط الجديد" . لكن قوى الإسلام السياسي- التي سبق أن دافعنا عن حقها في الوصول الديمقراطي للسلطة إن كانت تريد أن تخرج من

قوقعة الجماعة وتمثّل الشعب- ما الذي تريده؟ . هي تنفي مسؤوليتها المباشرة عن التفجيرات، لكنها لا تستطيع أن تنفي مسؤوليتها السياسية، حيث إن الخط المتمرد الذي اختطته بعيداً عن العملية السياسية، وفّر البيئة الحاضنة للعنف والفوضى والإرهاب . فإذا كانت تبتغي العودة إلى السلطة في مصر أو الوصول إليها في دول أخرى مستفيدة من هذه الأساليب، فإن فرصتها في النجاح تشبه تماماً عشم إبليس في الجنّة . أما إذا كانت معجبة بشمشون الجبار وفلسفة "عليّ وعلى أعدائي"، فلتتحمّل تبعات هذه السياسة التي اتبعتها في كل عهد يتصادم مع المشاريع الغربية في العالم العربي، منذ أيام الراحل جمال عبدالناصر .
إذا أراد أي حزب أن يعود أو يصل إلى السلطة، فليس له سوى المسار السياسي، أما أفراد الجيش والشرطة والأمن في مصر أو في أي بلد، فهم ليسوا قوات احتلال لكي تستباح دماؤهم، سواء باسم الديمقراطية أو باسم الدين، وهما بريئان من الإجرام وسفك الدماء خارج دائرة مواجهة العدو الحقيقي الموجود على بعد أمتار من المفجّرين وداعميهم . لقد كانوا يهتفون "الشعب والجيش إيد واحدة"، لماذا يشيطنونه الآن؟ كانوا يريدون إرساله للقتال في سوريا، فهل كانوا سيقتلون أفراده لو ظلّوا في السلطة؟
نقلا عن صحيفة الخليج