رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشارى الزايدى يكتب : نساء «القاعدة» غير!

مشارى الزايدى
مشارى الزايدى

قرأت أمس موضوعا مثيرا في «الشرق الأوسط» بعنوان: «ندابات (القاعدة).. من العويل للنفير»، للزميلة هدى الصالح.

خلاصة الموضوع تتبع صور استخدام خطاب «القاعدة» لورقة النساء في التحريض والتجنيد وكسب الأنصار، باعتبار أي اقتراب من شأن المرأة في مجتمعاتنا كفيلا بإثارة الجميع، مع أو ضد.

لذلك كان تركيز القاعديين، ومن لف لفهم في السعودية، على قضية اعتقال النساء (الحرائر)، وانسحب الاهتمام من ملف الموقوفين الذكور، تعويلا على استثارة نزعة «النخوة» و«المرجلة» لدى الجمهور المستهدف، بصرف النظر عن طبيعة عمل وجرم هؤلاء النسوة، أو حتى براءة ساحتهن، لأنه «إلا النساء» كما هو عنوان خطبة لأحدهم.

اللافت في موقف الخطاب الفقهي لـ«القاعدة» وجمهورها من الصرحاء والأخفياء والاعتذاريين هو الازدواج في الخطاب الفقهي، ازدواج لدرجة التشوه، فمن طرف تزمت وتشدد يابس تجاه أي حركة ونشاط للمرأة في المجتمع بأي شكل، فيثيرون الضوضاء والفوضى في المجتمع لأي بادرة حركة متواضعة للمرأة، حتى لو كان هناك فقهاء ورجال دين يؤيدون هذه الخطوة، مثل قيادة المرأة للسيارة، وتأنيث المحلات النسائية، وإصدار بطاقة هوية، وتصاريح تجارية، ومعارض، وأي شيء يخطر على بالك، بل وصل الهوس لدى بعضهم، وبعضهن، لمعارضة صدور تشريع لحماية النساء والأطفال من التحرش والإيذاء، وقبل أن تستولي عليك الدهشة من سبب هذه المعارضة أخبرك بأن القوم - ومنهم نساء! - يعتقدون أن صدور تشريع كهذا يعني تسويغ خروج النساء للفضاء العام، وأن التشريع هذا يستهدف حماية النساء في الفضاء العام، وبالتالي عدم

حرمانهن في الأساس من الخروج لهذا الفضاء!

وليس هذا مظهر التناقض الوحيد، فقد كثر مؤخرا تحريض النساء على الخروج «للجهاد» في سوريا تحت مسمى «النفير»، وفعلا خرجت نساء، ولقين المديح الصرف، من دون انتباه للتناقض الصارخ بين فقه الداخل وفقه الخارج، بل من دون التفات حتى للتناقض مع آراء «سلف» زعماء «القاعدة».

حسبما جاء في «الشرق الأوسط» قال المؤسس الأول لـ«القاعدة» بالسعودية، العييري، في نشرته الخاصة بدور النساء، مخاطبا المرأة: «نحن لا نريد منك أن تدخلي أرض المعركة لما فيه من تبذل وفتنة، لكننا نريد منك أن تقتدي بنساء السلف في تحريضهن على الجهاد». فقيه «القاعدة» الأول، الأردني أبو محمد المقدسي، وضمن «سلسلة أوراق من دفتر سجين» التي نشرها عبر المواقع الإلكترونية منذ ثلاثة أشهر فقط ردا على أحد المستفتين بشأن نفير النساء إلى سوريا، قال: «لا ينبغي لأخ موحد عاقل أن يعرض أهله لتسلط أعداء الله عليهم».

لهوى النفوس سريرة لا تعلم.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط