رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسين شبكشي يكتب: الكذبة الكبرى !

بوابة الوفد الإلكترونية

إنها سلسلة من المواقف والتطورات لو قيل إنها جزء من برنامج «الكاميرا الخفية» لكان ذلك أكثر إقناعا وأوقع جدا.. فبعد عقود من «ظاهرة» العداء و«شعارات» محبوكة ترفع لـ«الشيطان الأكبر» و«الموت لأميركا»،

ومسيرات للجيش و«المتطوعين» و«الثوار» تسير على أعلام أميركا وإسرائيل، وصياح هستيري «لبيك يا فلسطين» في طهران بشكل دوري، ومظاهرات هستيرية أمام موقع السفارة الأميركية القديم الذي تحول مع مرور الوقت إلى مزار لـ«شحن» الهمم وتأصيل الصورة الذهنية المستمرة، وبوق جاهز يردد شعارات «بالعربي» لنفس الرسالة من قم وطهران ولكن في بيروت والضاحية الجنوبية، هو حسن نصر الله، الذي يقدم النسخة المدبلجة بالعربية للاستعراض الإيراني الدوري، ومعهم ولكن بنكهة «علمانية» قليلا من دمشق يقوم الرئيس السوري بترديد شعارات سخيفة وحمقاء لا يصدق هو شخصيا معانيها ولا يؤمن بها.. صاح المخرج الآن بأعلى صوته «ستوب»، وقرر وقف المشاهد التمثيلية، وانتهت الأدوار لتعيش الواقع.
مع توقف البرنامج الكوميدي السياسي الساخر الذي تألق بتقديمه باسم يوسف، لم يعد على الساحة الآن سوى المبدع نديم قطيش الذي يقدم برنامجا رائعا على قناة «المستقبل» الفضائية اللبنانية باسم «DNA»، ولكنني مقتنع أن خطاب حسن نصر الله المقبل الذي إذا تطرق فيه لاتفاق إيران مع أميركا سيكون مادة منافسة وكوميدية وساخرة جدا له، وطبعا ملهمة له في ذات الوقت أيضا.
يبدو أن قضية المقاومة والممانعة والقضية الفلسطينية بالنسبة للثلاثي المرح (إيران، الأسد، نصر الله)، كما يقولون بالعامية المصرية البسيطة، «ما بقتشي جايبة همها»، وأن الشعارات والمواقف والهتافات والمظاهرات كانت كلها من باب «لزوم الشغل»، لأن «المخرج كان عايز كده»، أو «هيك كان بدو المعلم». قناع وراء قناع يسقط من على وجوه قبيحة كانت تكذب وتنصب على العالم.. فها هو الأسد الديكتاتور يبيد شعبه بشتى أنواع الأسلحة، وهو الذي لم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة أو مجرد رفع بندقية على حدود إسرائيل لتحرير بلاده. وها هو حسن نصر الله يزج بميليشياته الإرهابية للدفاع عن سفاح العصر والمشاركة في قتل السوريين راغبي الحرية والكرامة في بلادهم ليظهر «حقيقة» مقاومته وممانعته التي أثبت للعالم أنها طائفية بامتياز ولم تطلق رصاصة على إسرائيل

لتحرير مزارع شبعا (بالمناسبة، هل ما زالت مزارع شبعا لبنانية أم رجعت كما كانت بالأساس أراضي سورية؟! لأن نصر الله لم يعد يأتي بذكرها مطلقا). وإيران كشفت عن وجه منافق وطائفي.. هللت ورقصت وزغردت بسقوط نظام «بعثي، علماني، أباد شعبه»، والمقصود هنا صدام حسين والعراق، ولكنها تدافع عن نفس النظام «البعثي العلماني الذي أباد شعبه» بقيادة بشار الأسد في سوريا، الفارق الوحيد هو الطائفية البغيضة التي تعمي القلوب والأبصار وتذهب بالعقول إلى غيابات التطرف والجهل والموت.
لن يكون بإمكان «الثلاثي المرح» أن يضحكوا على عقول الناس مجددا أو يبيعوهم بضاعة جديدة مهما كانت مهارات البيع عندهم ومهما كانوا متمكنين من مهارات الترويج وفنون التسويق، ولكن هذا لا يمنع أبدا أنهم سيقدمون على أفكار جديدة وخبيثة جدا ستكون تحت بنود براقة وجذابة تلقى قبول واستحسان المنظمات الحقوقية الدولية، مثل نصرة المستضعفين وتحرير الأراضي المتنازع عليها واللجوء بها إلى التحكيم الدولي والمطالبات بحقوق «تاريخية» ثقافية وسياسية وجغرافية والغزو غير المباشر عن طريق آسيا وأفريقيا.
سقطت الأقنعة، وسيكون اللعب على المكشوف تماما، فلم تعد الحاجة للتمثيل بعد أن حبكت الأدوار وجرى إتقان السيناريو وتحطيم الطاولة التي كانت تجري «تحتها» الصفقات والاتفاقات ومزقت الكواليس التي كانت تعقد خلفها الاجتماعات واللقاءات. إننا الآن «نعيش» مشاهد حقيقية لكابوس وهم نتاج أكذوبة صدقها الكثيرون منا، واليوم الكل يدفع ثمن هذه الكذبة الكبرى.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط