عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صالح سليمان عبدالعظيم يكتب : تظاهرات الإخوان والأخوات

بوابة الوفد الإلكترونية

من مفارقات الأمور في مصر، أن البعض يدعي أن تظاهرات الإخوان والأخوات لا تعبر عنهم فقط بقدر ما تعبر عن جموع أفراد الشعب المصري

، وأن المنضمين لهذه التظاهرات يمثلون شرائح عديدة ومتنوعة من جموع هذا الشعب! وإذا ناقشت هؤلاء بأن هذه المظاهرات تشتمل على أشكال متعددة وفريدة من العنف وبذاءة اللسان، يبادرونك بالقول إن من يقومون بمثل هذه الأفعال ليسوا إخواناً!
وإذا أكدت لهم وجود فيديوهات عديدة تكشف عن هذه الممارسات العنيفة لهذه الجماعة على العديد من مواقع الإنترنت المختلفة، يبادرونك بالقول إن هذه مقاطع كاذبة لا تمت لواقع الأحداث بصلة! النقاش مع هؤلاء والحوار معهم مضيعة للوقت، ومذلة للعقل. بل إن اللافت للنظر هنا أنه حتى تلك الدعوات الهادفة إلى المصالحة وتغليب مصالح الوطن على المصالح الشخصية الضيقة، لا تؤتي ثمارها مع جماعة إرهابية بكل معاني الكلمة. يحاول المرء أن يُغلب ما يؤمن به من حقوق إنسان وحرية تعبير..
لكنه يصطدم بعقول إخوانية متحجرة لا يهمها وطن أو مصالح عليا له، بقدر ما تهمها العودة إلى صدر الصورة، والزج بالأكاذيب في كل حدث وكل حوار. وحتى تبدو الصورة واضحة، علينا أن نبين واقع تظاهرات الإخوان والممارسات العنيفة المرتبطة بها، من خلال ما قام به أعضاء الجماعة والمنتسبون لها الجمعة الماضية في مدينة القاهرة على الأقل.
- لا تبدو تظاهرات الإخوان من أجل الدفاع عن حق أو لصيانة حريات كما يدعون؛ فالهدف منها وقف حال مصر وإظهارها على أنها دولة فاشلة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وبشكل خاص للإعلام الدولي.
- لا تحمل هذه التظاهرات ذلك التنوع الذي يدعيه البعض؛ فأغلب المتظاهرين ملتحون ومنقبات ومرتديات للخمار المميز لنساء الجماعة.
- يغلب العنف اللفظي على هذه التظاهرات؛ ففي تظاهرات الجمعة الماضية في مدينة نصر، استخدم شباب الإخوان ألفاظاً نابية وسوقية في مهاجمة الداخلية والجيش، وهى ألفاظ لا تتفق مع ما يدعيه أعضاء الجماعة من أنهم ينتمون لجماعة دعوية تدعو للإسلام وحسن التعامل مع الآخرين. وعلينا أن نلفت النظر لممارسات طلبة الأزهر التي خرجت عن كل أعراف التظاهر، وعن قيم وأخلاق مؤسسة الأزهر الشريف.
- لا تقف سوقية الألفاظ فقط عند الشباب، بل إنها ترتبط أيضاً بالفتيات والنساء بشكل لا يتفق مع ما تدعيه الجماعة من ضرورة عدم الاعتداء على النساء بوصفهن حرائر مصر.
- ويمارس الشباب والفتيات على وجه الخصوص حالة بالغة من التحرش برجال الشرطة والجيش، ولقد رأيت بأم عيني فتيات جامعة الأزهر وهن يحاولن إثارة عساكر الجيش، من خلال إشارات أيديهن، وألفاظهن النابية.
- حينما لا تجدي الألفاظ فتيلاً، ينتقل أعضاء الجماعة من المتظاهرين قدماً نحو رشق الجنود والمارة والمواطنين العابرين بالحجارة، والبدء في تخريب الممتلكات الخاصة والعامة على السواء. ونشير هنا إلى ما قام به الإخوان

يوم الجمعة المنصرم، من حرق عربتي مترو والاعتداء على المنشآت الحكومية وتخريب العديد من سيارات المواطنين العاديين.
- تلفت النظر هنا حالة الكراهية الهائلة المصاحبة لمظاهرات الإخوان تجاه المواطنين رجالاً ونساءً. فأسلوب تظاهراتهم وكراهيتهم للمجتمع تدفعهم للنيل من أي شخص يدفعه حظه العاثر للوقوع بين أيديهم، أو وسط مظاهراتهم. في يوم الجمعة الماضي تعدى العشرات من متظاهري الإخوان على إحدى النساء وأخيها وأوسعوهما ضرباً، إلى الحد الذي تحدثت فيه المرأة مع وسائل الإعلام وكشفت عن تعرضها للصفع على وجهها والركل بالأقدام.
يحدث هذا في وقت ندافع فيه عن نساء الإخوان المعتقلين، وحمايتهن من القمع والاعتداء، لكن الإخوان لا خلاق لهم ولا قيم يستظلون بها، بحيث تدفعهم كراهيتهم للمجتمع إلى النيل من أي شخص رجلاً كان أو امرأة طالما لا ينتمي لهم أو يدافع عنهم.
- ويمكن القول إن تظاهرات الإخوان الآن، وهى تحمل الرمق الأخير، أخذت منحى تدميرياً لا يهدف لشيء سوى تعطيل حال البلد، ودفع الناس للكفر بالحكومة الراهنة، بما يخلق حالة من الفوضى التي يستغلونها في الإعلام الغربي بالأساس، من أجل إظهار مصر بوصفها دولة فاشلة.
- رغم دعوات المصالحة التي يؤكد الكثيرون على ضرورتها وأهميتها من أجل إنقاذ مصر، فإن الأمر الآن يبدو عبثياً وغير ذي جدوى، في ضوء إرهاب الجماعة وأعوانها في سيناء والقاهرة وغيرها من محافظات مصر. فالجماعة تحمل إثم ووزر الجنود والضباط الذين يموتون في سيناء وغيرها من ربوع مصر المختلفة.
- الواقع أن المواجهة الراهنة لا تحتمل أي قدر من المصالحة أو حتى الحوار؛ فإرهاب الجماعة يستدعي قوة الدولة وهيبتها واتحادها، وهو أمر له خسائره على المدى القريب، لكنه يؤدي لا محالة لانتصار الدولة وهزيمة أدعياء الدين والكاذبين من المحسوبين عليهم، والمروجين لإرهابهم. حمى الله مصر ووقانا شرور الإخوان والأخوات!
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية