عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمد الماجد يكتب : التشيع في مصر إلى أين؟

بوابة الوفد الإلكترونية

احتفالات عاشوراء الشيعية الماضية نكشت موضوع التشيع والشيعة في مصر، فقد تصور زعيم الشيعة المصريين طاهر الهاشمي أن عزل العسكر للرئيس

مرسي، سيفتح كوة أمل في ممارسة احتفالات الشيعة علانية بالتطبير واللطم حزنا على مقتل الحسين في يوم عاشوراء، فقام الهاشمي، مع عدد من أتباع المذهب الشيعي قبل عاشوراء بمحاولة جس نبض الوضع الجديد تحت حكم العسكر، فأعلن عن خطط لإحياء مراسم ذلك اليوم في مسجد الحسين بالقاهرة القديمة، وهو أمر ما كان لشيعة مصر أن يقدموا عليه في حقبتي مبارك ومرسي، ولكن الهاشمي وشيعته فوجئوا حين وصولهم لمسجد الحسين بمجموعات من الشرطة تطوق المكان، كما وجدوا المسجد مغلقا بحجة الصيانة، وقد تولت الحكومة المصرية عبر وكيل وزارة الأوقاف، صبري عبادة، توضيح الموقف فقال: «لن نسمح باحتفالات تؤدي إلى تقسيم المسلمين في مصر».
التشيع في مصر قضية جد شائكة، فلأول وهلة يظن البعض أن التشيع في مصر يندرج تحت حرية العبادة والمذاهب، وأن التضييق عليه وعلى قادته وحسينياته نوع من التعصب المذهبي ومناقض للحريات، لكن الموضوع ليس بهذا التبسيط، فمصر وإن حكمها الشيعة الفاطميون الباطنيون إلا أن المسلمين المصريين حافظوا على سنيتهم ولم يسمحوا للتشيع أن يكون له موطئ قدم منذ أن أسقط صلاح الدين حكم الفاطميين، وبقي أثر التشيع في تأثر التصوف بممارساته وشعائره دون التأثر بعقائده وتشريعاته.
فالقبول بجسم غريب في الجسد المصري يعني، كما قال وكيل الأزهر، تقسيم شعب متوحد، أو على الأقل زرع بذور فتنة مذهبية سلمت منها مصر عشرات القرون، كما أن في أدبيات التشيع وكتبه وآثاره كما كبيرا من الأقوال والمأثورات المسيئة التي تسب وتشتم وتلعن زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والتي يحييها ويبعثها من مرقدها «المتعصبون» من الشيعة في مجتمع يحب

الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعا لدرجة الوله، وفعلا فقد أطلت الفتنة المذهبية بعد الجرأة في الحديث عن بعض الصحابة في عام 2012 والذي أدى إلى مقتل حسن شحاتة زعيم الشيعة المصريين.
لقد مر التشيع في مصر بمراحل حكم مختلفة، ابتداء بعهد حسني مبارك ثم حقبة مرسي التي تلت الثورة، ثم أخيرا حكم العسكر الذي أطاح بمرسي، وعلى الرغم من تباين هذه العصور سياسيا وآيدلوجيا واختلاف ظروفها إلا أنها كلها اتفقت على عدم السماح للتشيع بالتمدد والنشاط العلني، ولو كان الذي حظر نشاطاتهم وقيدها حكومة يسيطر عليها إسلاميون لظن الناس أنها عصبية مذهبية بسبب تدين مسؤوليها، لكن أن يطالب بمثل هذه القيود حكومة مبارك العلمانية وحكومة «الإخوان الإسلامية» التي لا تتصف علاقتها بالعداء مع إيران، وأخيرا حكومة العسكر التي يسيطر عليها علمانيون وليبراليون، ثم يبارك الأزهر المتسامح جدا هذه القيود، فهذا يدل يقينا على أن التبرم من وجود التشيع في مصر لا ينظر إليه المصريون بكل أطيافهم من الزاوية المذهبية الضيقة بل من زاوية عدم القلق الشديد من كسر وحدة المسلمين المذهبية التي حافظ عليها الشعب المصري قرونا طويلة.
نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط