رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمجد عرار يكتب : مصر ورسالة مرسي

بوابة الوفد الإلكترونية

ليس هناك ما يؤكد أن الرسالة التي قرأها محاميان في مؤتمر صحفي وقالا إنها من الرئيس المصري السابق المسجون، محمد مرسي، من بنات أفكاره أم أريد نسبها إليه لسببين، داخلي على علاقة بإعلان رفع حالة الطوارئ، وخارجي يرمي إلى تدخّل دولي .

لكن بالمحصّلة، الرسالة قرأها المحاميان باسم مرسي، تماماً كما يترافع أي محام باسم موكّله، وهذا من حقّهما وحقّه من حيث المبدأ، أما من حيث التفاصيل، فهناك ما يمكن قوله .
الإخواني المحب لمصر والحريص عليها، لا بد أن يضع يده على قلبه قلقاً مما ورد في الرسالة . الرجل يقول إنه معزول عن وسائل الإعلام، لكنّه يرى "الانقلاب ينهار" . للرجل أن يصف ما جرى معه على أنه "انقلاب" ولا نتوقّع منه غير ذلك، وإلا لما كانت هناك مشكلة، لكن الحديث عن بدء انهيار السلطة بحاجة إلى أدلّة ملموسة أو مؤشرات مدعومة بوقائع، وليس لأحاسيس وعبارات عائمة بهدف رفع معنويات الأنصار وزجّهم في أتون العنف .
من حق مرسي القول بعدم اختصاص المحكمة، مع أنه مهندس ولا علاقة له بالحقوق والقانون، لكن كلامه عن إسقاط ما أسماه بالانقلاب ب "الجهاد"، فهذه دعوة للعنف مشحونة بالتحريض، وإذا ما تلقّفتها جهات متشدّدة أو طرف ثالث أو كلّها معاً، فلربما تفضي إلى ما لا يحمد عقباه، بما في ذلك الحرب الأهلية، علماً بأن مثل هذه الحالة لو حصلت، لا سمح الله، لا علاقة لها بنصرة دين أو قضية، بل في سبيل سلطة ومنصب .
بكل موضوعية، ومن دون أية مواقف مسبقة، يظهر من كلام مرسي أنه لا يقرأ الواقع أو لا يريد أن يقرأه، وأن كل ما يهمّه أن يدفّع مصر ثمن عزله، وأتمنى أن أكون مخطئاً في التقدير، ذلك أن الحد الأدنى من قراءة واقع موازين القوى - بعيداً عن جدل الشرعية من عدمها - يقود كل سياسي أن يدرك أن

محاولة العودة للحكم بهذا الأسلوب، تعبير عن مراهقة سياسية ونزق مغامر ومكابرة، ومقامرة بمستقبل الوطن .
من الغريب أن جماعة الإخوان مصرّة على حصر قرار عزل مرسي بالجيش وبعض القوى السياسية والدينية، وتتجاهل الإرادة الشعبية التي عبّرت عنها تظاهرات 30 يونيو في كل أنحاء مصر، وهي بالحد الأدنى تفوق كثيراً الأعداد التي تظاهرت ضد مبارك . إن واقعاً يتحدّث عن نفسه، ينبغي أن يقود إلى مقاربة واقعية تأخذ بالاعتبار كل أركان المعادلة، وربطها بجدوى أي موقف . فالسياسي مطالب، أحياناً، بالارتفاع قليلاً، ليس للجلوس في برج عاجي، بل لتوسيع دائرة الإضاءة ورؤية الصورة الكاملة، كما يفعل الرسام .
مع الأسف الشديد، سيكتشف "الإخوان"، وربما بعد فوات الأوان، أن سياستهم لن ينتج عنها سوى الانعزال عن الشعب، وخسران الذات بعد فقدان السلطة . كل عربي تهمّه مصر أكثر من أي جماعة أو حكومة، لا بد أن يرى أن من فقدوا القدرة التي تبقيهم في الحكم لن يجدوا القدرة التي تعيدهم إليه، وأن لا سبيل سوى الاحتكام إلى إرادة الشعب، والإدراك بأن ما حصل مرتبط بالمخاض، ولا مفر من التصرّف على أساس أن عودة مصر إلى مصر أهم من عودة أي حزب إلى السلطة .
نقلا عن صحيفة الخليج