رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ممدوح طه أربعة مشاهد وليست أربعة أصابع

ممدوح طه
ممدوح طه

أربعة مشايكتب : هد رئيسية وثيقة الترابط، فاصلة وفاعلة برسائلها ودلالاتها في تطورات المشهد المصري والعربي العام استوقفتني في محطاتها،

وكلها تشير إلى الإقرار بفشل «مؤامرة الربيع الغربي» بفضل ثورة يونيو الشعبية بتحالف الشعب والجيش المصري، باعتبار أن ما جرى ويجري في مصر قد أثر ويؤثر في المشهد العربي العام.

آخر هذه المشاهد وأكثرها دلالة كان مصرياً، بانعقاد «محاكمة القرن الثانية» بأمر قضائي ودعم شعبي وسيطرة أمنية، برغم كل الضغوط والتهديدات الخارجية التي أُجبرت على التراجع بفعل قوة الإرادة الشعبية، ووقفة الجيش المصري الشجاعة الحامية لا الحاكمة لهذه الإرادة، وبرغم كل الاضطرابات الداخلية الإرهابية والمشاغبات الإخوانية والمكايدات الدعائية السوداء من بعض القنوات الناطقة بالعربية الخادمة بالأجر..
والأمر للمخططات الغربية، وأمام قضاة المحكمة الجنائية وقف الرئيس الإخواني المصري المعزول بالشرعية الشعبية المصرية مع المتهمين من جماعته داخل قفص حديدي، والقفص داخل محكمة جنائية قضائية، والمحكمة داخل مؤسسة أكاديمية أمنية، والمؤسسة محمية بالشعب والجيش والشرطة. ومحاطة بأعداد هزيلة ويائسة من الإخوان وأعوانهم تردد هتافات محشرجة ساقطة لاسطوانات مستهلكة ومشروخة..
وتمارس سلوك المشاغبين اليائسين وليس المعارضين السياسيين، وبتصرفات صبيانية هوجاء ضد الإعلاميين تكشف حقيقة من يدعون الإسلام ونوعية من يدعون بالشرعية، ولأنها كانت هستيرية وعمياء فقد حطموا سيارات بعض القنوات الموالية ظناً أنها قنوات الخصوم.
وسط حالة من الوهم واليأس معاً سيطرت على المتهمين وعلى الجماعة وعلى من هم وراء الجماعة يدفعونها إلى الانتحار، عبر عنها الرئيس الإخواني المتهم بتهم جنائية قبل الثورة بحالة من الإنكار والإصرار معاً، لقد عبر المتهم بالإنكار، حينما رفع «إشارة رابعة»، غافلاً أنه أشار بأصابعه الأربعة إلى أربع جرائم شرعية وقانونية معاً، إنه حدث الشعب فكذب، ووعد فأخلف، وخاصم الأشقاء وفجر، وأتُمن على الوطن فخان.
كما عبر عنها بحالة الإصرار على أنه الرئاسة الشرعية.
المشهد الثاني، كان أميركياً في المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الأميركية في القاهرة، ولا يخفى على أي مراقب يحسن قراءة الصورة ويدرك ما وراء الصورة، ويستخلص دلالات وتوقعات ما بعد الصورة:
أولاً، إن المشهد الأميركي في القاهرة بتوقيته ومقدماته وبمجيء رئيس الدبلوماسية الأميركية لزيارة رسمية لمصر هو بلا أدنى شك يعني بكل وضوح اعترافاً رسمياً بثورة يونيو الشعبية بعد محاولات الإنكار اليائسة وبعد فشل سياسة التهديد والضغط والابتزاز، ثم بفشل سياسة العصا والجزرة.
ثانياً، إن المحددات التي حملتها الرسالة إلى الشعب المصري والإدارة المصرية المؤقتة جاءت إيجابية، حتى ولو كانت تكتيكية أو مؤقتة، وأهمها قبول الرئيس الأميركي باراك أوباما دعوة الرئيس المصري عدلي منصور بالدخول في «حوار استراتيجي» في اعتراف بالخلاف بين القاهرة وواشنطن في السياسات والتوجهات والمصطلحات والمفردات بما يستلزم إعادة التقييم..
والاتفاق على التعاون في المشتركات «وفقاً لأولوية المبادئ والمصالح المصرية». ثالثاً، إعلان الوزير الأميركي جون كيري دعم خارطة المستقبل التي وضعتها ثورة يونيو الشعبية بما يعني بكل وضوح طي واشنطن لصفحة الرئيس المعزول مرسي، والتراجع الرسمي عن دعم جماعة الإخوان، وكف واشنطن عن مناوأة الثورة المصرية، والتطلع إلى مسار ومستقبل التحول الديمقراطي في مصر.
رابعاً، محاولة التكفير عن خطأ القرار الأميركي بتجميد التسليح المصري جزئياً، وذلك بإدانة أميركا رسمياً لأعمال

العنف والإرهاب التي يمارسها الإخوان والمتطرفون ضد الجيش والشرطة خاصة في سيناء..
ودعم جهود الإدارة المصرية لحماية الأمن المصري. ويجيء ذلك كله بعد أن أيقنت واشنطن أنه بمحاكمة محمد مرسي وجماعته الإخوانية في اليوم التالي مباشرة للزيارة الرسمية، فليس أمام واشنطن إلا الاعتراف بثورة الشعب والاعتراف بالإدارة السياسية المؤقتة، كانعكاس للموقف المأزوم، ولا أقول المهزوم في واشنطن بعد فشل «استراتيجية الربيع الغربي».
المشهد الثالث كان دولياً، بعد صلابة الموقف المصري ودعم الموقف العربي، وأهم المشاهد فيه بعد التراجع الأميركي، هو ما أذيع عن زيارة سرية لرئيس المخابرات العسكرية الروسية إلى القاهرة، واتجاه القاهرة شرقاً لصياغة سياسة جديدة لا تستبدل قوة بقوة، ولكن تتعامل مع كل القوى الاستراتيجية الدولية بما يتفق مع مبادئها وما يحقق مصالحها ويحمي أمنها القومي، في محاولة أميركية لتجنب تكرار الوقوع في الأخطاء السابقة في استعادة لدروسها عام 55، و56، مع ثورة يوليو المصرية.
المشهد الرابع، وهو المؤثر في كل المشاهد كان عربياً، فلقد كانت أبرز العوامل المؤثرة التي أدت إلى هذا التغيير في الموقف الأميركي بعد صلابة موقف الشعب والجيش والإدارة المصرية في مواجهة الضغوط الخارجية والمشاغبات الداخلية والحملات الدعائية، كان تنامي التفهم والتأييد العربي للثورة المصرية التي أسقطت حكم الإخوان، وتصدرته مواقف الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت الداعمين سياسياً واقتصادياً لمصر وشعبها.
بالتوازي مع الموقف الإقليمي المتراجع لقوى إقليمية كالموقفين التركي والقطري الداعمين لجماعة الإخوان وللرئيس المعزول والمناهضين لإرادة الشعب المصري ولقوة تأييده للجيش المصري الذي حمى الثورة الشعبية ولم يحكمها، فتيقنوا من سقوط الأوهام وانقلاب الأحلام الإخوانية والعثمانية إلى كوابيس.
وهو ما عبر عنه الشعب المصري بالتقدير والعرفان للأشقاء في الإمارات أخيراً عبر زيارات رسمية وشعبية متوالية لدولة الإمارات الشقيقة وفي مقدمتها زيارة الرئيس المستشار عدلي منصور، ورئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي، والوفد الشعبي المصري برئاسة السياسي البارز حمدين صباحي. الشعب المصري لا ينسي دعم أشقائه ولا عداء أعدائه وفقاً للمبدأ المصري الحاكم.. «نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا».
نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية