رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد صلاح يكتب : "الدولة العميقة": سبب النكبة... والنجاة

محمد صلاح
محمد صلاح

بعد الحديث عن الشرعية وديموقراطية الصناديق والرئيس المدني المنتخب وخلافه، يرفض «الإخوان» الإقرار بأن حكم الدكتور محمد مرسي فشل في تلبية آمال الناس وخذل الذين أيدوه واقترعوا لمصلحته من غير الإسلاميين وعصف حتى بعاصري الليمون المعروفين بمواقفهم المناوئة للإسلاميين واضطروا لانتخاب مرسي نكاية بالفريق أحمد شفيق،

وظلت الجماعة حتى أثناء السنة التي حكمت وتحكمت فيها في أمور مصر ترفض اتهام الرئيس المنتخب بالفشل في إدارة أمور الدولة، وتعتمد خطاباً يحذر من الإعلام «العميل» و «سحرة فرعون» من الصحافيين والإعلاميين و «عملاء الغرب» من السياسيين وفلول النظام «الذين يريدون العودة للوراء»، وكانت دائماً ترجع كل إخفاق إلى «الأصابع التي تعبث» و «الجهات التي تعرقل» و «المؤسسات المعادية للثورة»، وخلصت إلى أن «الدولة العميقة تحارب التغيير وتُفشل كل إنجاز أقدم عليه مرسي وتخصم من رصيده لدى الناس كلما شعرت بزيادة شعبيته».
لم يفت مرسي نفسه في خطبه وكلماته إلى الأهل والعشيرة أن يغمز ويلمز أحياناً ويجهر ويصرح في أحيان أخرى ويشير إلى أسماء بعينها وجهات محددة ويتهمها بالضلوع في مخطط لتخريب مشروع النهضة، وسعى دائماً ومعه كل رموز الجماعة ولجانها الالكترونية لتبرئة نفسه من تهمة الفشل أو التقاعس أو التركيز على «الأخونة» ومنحها الأولوية قبل الاهتمام بحاجات الناس وأمور الدولة. وكلما تفجرت أزمة كان التنصل من المسؤولية عنها يتم سريعاً بالإحالة إلى «الدولة العميقة» التي تحارب الحكم الجديد وتسعى إلى إغراقه. ومهما تنوعت الأزمات أو تباينت مظاهرها وتأثيراتها على الناس فإن المبرر دائماً عند الرئيس وجماعته واحد. فـ «الدولة العميقة» سببت أزمة المحروقات وارتفاع الأسعار وازدحام المرور وأحكام القضاء والانفلات الأمني وتظاهرات المحتجين... وانتشار القمامة! حتى أن مرسي في خطاب شهير له وبعدما أبدى تعاطفه مع المواطنين وأبدى تفهمه لغضبهم نتيجة انقطاع الكهرباء أبلغهم أن السبب موظف ينتمي إلى «الدولة العميقة» يقوم كل يوم بسحب «سكين» الكهرباء!
كل ذلك معروف وفهم الناس أسبابه فـ «الإخوان» ومناصروهم لن يعترفوا أبداً بأن الرئيس المنتخب فشل في إدارة أمور مصر أو أن سياساته كانت سبباً في الثورة عليه أو أن «الأخونة» جعلت المتعاطفين مع «الإخوان» ينقلبون عليهم

أو أن أكبر دولة عربية كانت تدار من بناية تقع في أعلى جبل المقطم حيث مقر مكتب الإرشاد. دعك من الأسباب الأخرى لفشل حكم «الإخوان» أو صدام الرئيس مع مؤسسات الدولة كالقضاء والشرطة والجيش والإعلام، أو حتى فشله في إدارة الصراع مع تلك «الدولة العميقة» وترويضها حتى تجد نفسها مضطرة للإقرار بأمر واقع، ولاحظ أن جماعة «الإخوان» تصدق الأمر ولا تدعيه، إذ أن «الإخوان» بعدما غرقوا في «الدولة العميقة» يسعون الآن إلى إغراق الحكم الجديد بالأسلوب نفسه وبالوسائل نفسها وعبر «الدولة العميقة» أيضاً! فالجماعة لا تعبر عن غضبها إزاء عزل مرسي وإطاحته بالاحتجاج أو التظاهر أو حتى تأليب الغرب والدول الخارجية والمؤسسات العالمية واستدعاء الداخل الخارجي فقط وإنما لجأت إلى «العكننة» على الشعب وسعت إلى التأثير على أسلوب حياة المصريين والإضرار بدخولهم وأرزاقهم وتعطيل أعمالهم سواء بقطع الطرق والحشد في محطات المترو أو سحب الأموال دفعة واحدة من المصارف أو ووضع العراقيل أمام التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات، وغيرها من أمور تجعل الناس كما يعتقد «الإخوان» يقومون بثورة على الحكم الجديد! وكأن «الدولة العميقة» سبب نكبة أي حكم وليس حكم «الإخوان» فقط. وفات «الإخوان» هذه المرة أيضاً، كما فاتتهم أمور أخرى كثيرة من قبل، أن «الدولة العميقة» ضدهم سواء كانوا في الحكم أو المعارضة وبالتالي فإن سبب نكبتهم لن يكون أبداً وسيلتهم للنجاة.
نقلا عن صحيفة الحياة