عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خيري منصور يكتب: ناصر 2013

خيري منصور
خيري منصور


ثلاثة وأربعون عاماً، هي عمر الغياب للزعيم الراحل عبدالناصر، شهد العالم خلالها ومنه الوطن العربي ومصر بالتحديد من الأحداث ما يكفي لأن يكون موزعاً على قرنين على الأقل .

انتصارات ناقصة، وهزائم أشد نقصاناً لأن الهزيمة عندما تكتمل فهي كالجريمة التي يطوى ملفها وتسجل ضد مجهول، لكن هزيمة حزيران عام 1967 ستبقى ناقصة إلى الأبد ما دام هناك عرب يتنفسون ويحلمون ويحاولون، وعبدالناصر لم ينسب حزيران إلى مجهول . فاعترف بالعبء وتنّحى لكنه سرعان ما أُعيد ليعيش بعد تلك العودة ثلاث سنوات فقط، لكنها مشحونة بقرار الاستدراك، وحرب الاستنزاف التي لولاها لما كان العبور سواء عَبْر القناة أو عبر الحياة .

وحين شاهد العرب والعالم فيلم “ناصر 56” بدت سيرة الزعيم الطويلة والدرامية كما لو أنها اختزلت في عام بل في حدث درامي واحد هو تأميم قناة السويس ومواجهة العدوان الثلاثي على مصر، لكن صانعي الفيلم دافعوا عن رؤيتهم وقال بعضهم ومنهم بطل الفيلم الراحل أحمد زكي إن تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الرجل وتاريخ مصر الحديث أيضاً، كثفت كل ما يمكن قوله عبر عقدين، ما دامت أقانيم التجربة الثلاثة وهي الوطنية المحررة من أي ارتهان والعدالة الاجتماعية وروح المقاومة قد التحمت على نحو فريد في صدّ العدوان، وحين نقول ناصر ،2013 فهذا ليس اسماً لفيلم آخر، لأن البطل هو غياب الزعيم ذاته وقد سطع على نحو لم تشهده مصر منذ عام الرحيل .

فما الحكاية؟ وهل كان هناك ما يحول دون تعبير الشعب عن حنينه إلى زعيم ودعه بالدموع؟ أم أن المناخ السياسي والنفسي الآن يستدعي

مثل هذا الغياب من أجل البحث عن حضور هو المعادل الموضوعي والتاريخي والسياسي له؟

الأسئلة كثيرة، ولها مبرراتها، لكن الإجابة التي لا مفر من الإقرار بها هي أن هناك أشواقاً قومية وحلماً بالاستقلال غير المشوب بأية تبعية قد انبعث في الروح، وما كان قبل أعوام مجرد نوستالجيا سياسية، بمعنى الحنين إلى الماضي فقط أصبح الآن حاجة ملحة وتغيرت وجهة الحنين بحيث أصبحت هذه المرة تتجه إلى المستقبل بعد أن كان مجهولاً وأشبه بكمين لشعب قيل له إنه قد يستطيع الحياة بالرغيف وحده إن وجده، وإنه يجب أن ينكفئ داخل شرنقته الجغرافية ليعيش شجونه المحلية فقط .

لقد سمعنا أناساً عاديين يغيرون في هذه الأيام مفردات بعض الأغاني التي ازدهرت في الحقبة الناصرية ومنها والله زمان يا سلاحي . . لكنهم هذه المرة يقولون والله زمان يا أناشيد الماضي والأيام المفعمة أملاً وحماسة ليعيش الناس بالرغيف والحرية، ويكون هناك متسع للورد أيضاً في حياتهم .

ناصر 2013 فيلم وثائقي أبطاله الناس العاديون وبطله زعيم أقوى من أي نسيان أو غياب .