عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثروت الخرباوي يكتب : لا تصالح لا استسلام

ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي


هل من سبيل للتصالح مع جماعة الاخوان؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع على الجميع في الفترة الأخيرة، وما بين من ينادي بالتصالح وعدم الاقصاء ومن يطالب باقصاء الجماعة وأفرادها يدور الحوار والاشتباك السياسي، ولكم الأمر مع ذلك ليس ملغزا أو ملتبسا ولكنه يحتاج فقط الى معرفة «الركائز المنهجية» لجماعة الاخوان حتى نصل الى الاجابة، وأول ركيزة ينبغي ان نسبر غورها هي موقف الاخوان من الوطن، ثم رؤية الاخوان للفصائل السياسية المختلفة، ومدى ايمانهم بالديموقراطية وتداول السلطة.

أما عن موقف الاخوان من الوطن فليس خافيا علينا ان مخاوفنا قد تصاعدت الى عنان السماء عندما اصطدمنا بعبارة المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف القبيحة حينما تحدث بصوته الفظ المبحوح قائلا: طظ في مصر، لا شك في ان العبارة كانت صادمة لنا ولكنها في ذات الوقت لم تكن مستغربة من الجماعة، فلم تستنكرها أو تبررها وكأن مصر لا تعنيها من قريب أو بعيد، وبعد ان قال «عاكف» ممثل الجماعة وصوتها الرسمي المعبر عن أفكارها عبارته هذه أردفها بعبارة أخرى هي «نحن كإخوان نقبل ان يحكمنا مسلم من أي بلد في العالم ولو كان من ماليزيا».. كانت هذه العبارة متعددة المعاني، فمنها ومن سياقها نعرف ان الجماعة لا تمانع من ان يحتل مصر دولة أخرى طالما كانت دولة مسلمة متفقة مع الاخوان في المنهج والمرجعية، فلا قيمة للوطن، ولا أهمية للمواطنة، وليس لدى الجماعة وفقا لعبارة مرشدها ما يمنعها من التخلي عن أجزاء من الوطن لكي يتم ضمها لدولة أخرى.
أما عن نظرتهم للفصائل السياسية الأخرى المختلفة معهم ورؤيتهم للديموقراطية فمن خلال أدبياتهم أحكي لكم، فحسن البنا الذي أقام بناء هذه الجماعة لا يرى خيرا في أي فصيل أو حزب، كلهم أعداء الله، وتفرق الأمة في العمل السياسي من خلال أحزاب يحمل كل حزب فكرة هي الشر نفسه، أما الخير فهو ان تتوحد الأمة كلها تحت راية الاخوان، كتب البنا هذا الكلام في إحدى رسائله التي تمثل الراية الفكرية والعقائدية للجماعة، وفيها قال: (ان الاخوان يعتقدون في قرارة نفوسهم بإن مصر لا يصلحها ولا ينقذها الا ان تنحل هذه الأحزاب كلها، وتتألف هيئة وطنية عامة تقود الأمة الى الفوز وفق تعاليم القرآن الكريم، ان الاخوان المسلمين يعتقدون بعقم فكرة الائتلاف بين الأحزاب، ويعتقدون بأنها مسكن لا علاج، وسرعان ما ينقض المؤتلفون بعضهم على بعض، فتعود الحرب بينهم جذعة على أشد ما كانت عليه

قبل الائتلاف، والعلاج الحاسم الناجع ان تزول هذه الأحزاب، وبعد هذا كله أعتقد أيها السادة بإن الاسلام الذي هو دين الوحدة في كل شيء، لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه! أيها الأخوان لقد ان أن ترتفع الأصوات بالقضاء على نظام الحزبية في مصر، وأن تستبدل به نظام تجتمع به الكلمة وتتوحد به جهود الأمة).
هذا هو المنهج الرئيسي الذي تقوم عليه الفكرة الاخوانية، الاخوان فقط ولا أحد غيرهم، ويبدو هذا واضحا أشد ما يكون الوضوح من خلال موقفهم من الديموقراطية وتداول السلطة والذي لخصه المرشد الخامس مصطفى مشهور اذ كتب في أحد كتيباته التي تعد كـ «مانفستو» تسير الجماعة على أفكاره ان الديموقراطية: «ما هي الا لغو وعبث وما هي الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم لا علاقة لها بالدين بل هي تخالفه».. وفي موضع آخر يقول: «كيف لهؤلاء ان يفكروا في مصطلح تداول السلطة اذا ما وصل الاخوان للحكم، فهل يمكن ان يفكر أحدكم في ان يترك الاسلام حكم العباد ويتنازل عن التكليف الذي كلفه الله به لكي يترك الأمر لفرقة تدين بمنهج غير منهج الاسلام، كالرأسمالية أو الاشتراكية أو غيرهما!».
وأخيرا ليس لي ان أصل في نهاية المقال الى نتيجة، فالتاريخ هو الذي سيحدد هذه النتيجة، ولكنني فقط أطرح للجميع قضية منطقية هي: الجماعة لم تطلب أصلا ان تصطلح أو تنخرط في المجتمع سياسيا، وهي المعتدية وترى العكس، وهي الآثمة وترى العكس، وهي المصرة المستكبرة التي ترفض مراجعة أفكارها، فهل لمصر المجني عليها ان تتذلف للجاني كي يصطلح معها، أترك الاجابة لكم.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية